رحّبت الجامعة الأميركية في بيروت بفخر برئيس مجلس أمنائها الدكتور فيليب خوري وبعدد كبير من أمناء الجامعة، بالإضافة إلى العمداء وكبار الاداريين وأعضاء هيئة التعليم والموظفين والطلاب، في حفل يوم الافتتاح الثامن والخمسين بعد المئة. واعتُبر الحفل هذا العام شهادة رمزية على مرونة المؤسسة والتزامها بالممتازية. وألقى رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري كلمة آسرة، سلط فيها الضوء على مسيرة الجامعة الاستثنائية ودورها المحوري في قولبة مستقبل لبنان وما بعده، مع بدء العام الدراسي الجديد للجامعة.
وقال خوري، “في هذا العام، وبعد أربع سنوات من الأزمات المتشابكة التي ابتُلي بها لبنان، يمكننا أن نقول بثقة أن الجامعة الأميركية في بيروت لم تبدأ في التعافي فحسب، بل قد أخذت تزدهر.”
وسلط رئيس الجامعة الضوء على العديد من الإنجازات البارزة، بدءاً بالنمو المستمر في أعداد أعضاء هيئة التعليم والموظفين في جميع أنحاء الحرم الجامعي والمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، مما يعزّز أسرة الجامعة وهي أُسرة نابضة بالحياة. وذكر الرئيس أيضاً أن تخصيص 165 مليون دولار على مدى السنوات القليلة الماضية لدعم فصل مالية الجامعة عن العملة اللبنانية التي تنخفض قيمتها بسرعة، سمح لأعضاء هيئة التعليم والموظفين في الجامعة بتوقع مستقبل آمن في حياتهم المهنية وتقاعدهم.
ويتجلى التزام الجامعة الأميركية في بيروت بالممتازية البحثية والتعليمية في الأعداد القياسية للمنح البحثية والتعليمية التي تلقتها على مدى السنوات الثلاث الماضية، مما أتاح تعليم طلاب الدراسات العليا والبكالوريوس الاستثنائيين القادمين من خلفيات متنوعة.
وقال خوري، “أُسرتنا الطلابية هي الآن أكثر تنوعاً من الناحية الاقتصادية مما كانت عليه قبل أكثر من خمسة عقود.” ومع تعليم أكثر من عشرين بالمئة من طلاب الجامعة مجاناً، يستمر تمسّك الجامعة الأميركية في بيروت بقرارها الذي لا يتزعزع بتوفير التعليم المتيسّر والتنوع. وأوضح، “ربع أعضاء هيئة التعليم وحوالي واحد من كل خمسة من طلابنا في الجامعة الأميركية في بيروت هم دوليون، ومن المؤكد أن هذه النسبة ستتنامى مع نمو طموحاتنا في الشرق الأوسط وأونلاين”.
وأردف خوري أنه في فصل الخريف هذا، تُعتبر أعداد ومستويات الطلاب الوافدين إلى الجامعة الأميركية في بيروت هي الأرفع منذ العام 2019 مع حوالي ألفي طالب وطالبة جدد وأكثر من مئة وعشرة من طلاب الطب، ينطلقون في المسار الدراسي الذي اختاروه في الجامعة. وأضاف، “إن برامجنا الأكاديمية هي برامج عالمية المستوى، وسيكون من أولوياتنا ضمان استمرار خريجينا المستقبليين في نيل الفرص الوظيفية وفرص ما بعد التخرج الوفيرة.”
وإذ توسّع الجامعة الأميركية في بيروت نطاق وجودها خارج حرمها الجامعي الشهير في بيروت، من المقرر أن تفتتح أول حرم جامعي توأم لها على الإطلاق في بافوس، قبرص، خلال يومين، في السادس من أيلول. وسيتم إطلاق الجامعة الأميركية في بيروت – مديترانيو مع أول كوكبة من طلاب البكالوريوس والدراسات العليا، هادفةً الوصول إلى ألفي طالب بحلول العام 2035. وقال خوري، “سيتطور أول فرع جامعي دائم لنا خارج حدود رأس بيروت المريحة إلى قاعدة أوروبية لنا، لتكمل موئلنا في بيروت.”
وأضاف خوري أن شراء الجامعة لمركز كسروان الطبي، الذي يصبح أول مستشفى مجتمعي تابع لها، سيساعد “على توسيع قدرتنا الصحية الوطنية وتمكين الجامعة الأميركية في بيروت من خدمة شعب وطننا بشكل أفضل.” ومع خططها لمضاعفة سعة استيعاب المرضى على مدى العقد المقبل، تنوي الجامعة خدمة شمال لبنان عبر تيسير حصوله على العناية الصحية العالمية المستوى التي يوفرها المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت.
متناولاً لقضايا المواطنة والوطن والمساءلة في لبنان والدول المجاورة له، أكد خوري على أهمية تلقين المواطنة. وشدد على أن الجامعة الأميركية في بيروت ستبذل جهداً في إعادة تنشيط المناقشات حول هذا الموضوع داخل كلياتها ومدارسها مراكزها ومعاهدها. وأوضح، “هذا جزء من التزامنا تجاه طلابنا المواطنين وتجاه رسالتنا.
وإذ تستهل الجامعة الأميركية في بيروت فصلاً جديداً في مسيرتها، دعا الرئيس خوري أسرتها إلى “تمكين أولئك الذين يثقون بنا ويعتمدون علينا، فرداً فرداً.”