أقيم حفل تكريمي لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بدعوة من رجل الأعمال بشير حريري في دارته بضهور العبادية بالجبل بحضور نواب بيروت فؤاد فخزومي، ونبيل بدر، وعماد الحوت، وفيصل الصايغ، ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي، وأمين عام وزارة الخارجية هاني شميطلي، ورئيس بلدية بيروت عبد الله درويش، ورئيس بلدية العبادية عادل نجم، وعميد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية أمين عيتاني، ورؤساء الاتحاد السابقين والرئيس الحالي محيي الدين كشلي، ورئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنو، ورؤساء الجمعيات الإسلامية في بيروت، وإعلاميين والعديد من الشخصيات.
اُستهل الحفل بكلمة لصاحب الدعوة بشير حريري الذي قال: نهنئ أنفسنا، ونهنئ المسلمين خاصة واللبنانيين عامة، للقرار الذي اتخذه المجلس الشرعيُّ الإسلاميُّ الأعلى بإجماع أعضائه بتعديل مدة ولاية مفتي الجمهورية اللبنانية حتى بلوغه سن السادسة والسبعين، وبقية المفتين حتى سن الثانية والسبعين.
أضاف: لسماحة المفتي دريان مواقف واضحة من القضايا الوطنية واتفاق الطائف، وهو حريص دائمًا على العلاقات الأخوية مع الدول العربية الشقيقة، وخصوصًا مع المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر، وعلى تعزيز التعاون معهم، لِمَا فيه مصلحة الشعب اللبناني ومؤسساته، ولكي يبقى لبنان حاملاً رسالة السلام والمحبة والتعاون بين الشعوب والأمم.
وألقى المفتي دريان كلمةً شكر فيها صاحب الدعوة بشير الحريري، وأكد عدم السماح بتشويه القيم العربية والإسلامية من خلال طروحات غريبة ومشبوهة لأيِّ مشروع يتعارض مع الدين الإسلامي، وقال: نثق بعنفوانِ وشرفِ وَغَيرَةِ أَغلبيةِ نُوَّابِنا في المجلس النيابيّ، الذين سيقفون معنا في التصدي لأيِّ مشروع قانون يُطرح في المجلس النيابيّ، يَطالُ الأسرة والأولاد. وندعو النواب إلى عدم السير في إلغاء المادة التي تُجرِّمُ الشواذَّ والمثلية بل إلى التشدُّدِ فيها، وهذه مسؤولية كبرى تقع على النواب.
ودعا النواب إلى الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسيّ، وإلى التلاقي والحوار والنقاش الشفاف الصادق، لنصل إلى نهاية سعيدة، ونطوي هذا الملف، اِنتخاب رئيس للجمهورية ليس هو كل الحل، بل هو مدخل إلى حل المشاكل الأخرى، نريد رئيسًا للجمهورية يحترم قسَمَه الدستوريّ في المجلس النيابيّ، لأنَّه يُقسم على الدستور، وعلى اتفاق الطائف، والتزمِه الصلاحيات التي أعطاها له الدستور، هناك عمل كبير وكبير جدًا يؤدَّى، وجهد شاق جدًا يُبذلُ من أجل إعادة الأمور في لبنان إلى الانتظام العامّ، وإلى الحياة الطبيعية، نحن لا نريد لبنانَ جديدًا، نحن نريد لبنانَ قويًّا بجميع أبنائه، وبجميع مواطنيه، وهذا الأمر لن يتم إلا بتضافر جهودنا جميعًا.
نحن مكوِّنٌ أساسيٌّ للدولة، نحن من يحمي النظام في هذه الدولة اللبنانية بالتعاون مع الآخرين المخلصين، من يتكلمون عن تغيير النظام في هذه الظروف المأساوية أقول لهم: إنَّ هذه الطروحات هي طروحات مشبوهة. أمّا فيما يتعلق باللجنة الخماسية التي التأمت مرارًا في فرنسا والدوحة والمملكة، فنحن نشكر كلَّ المساعي التي تقوم بها هذه اللجنة، ونأمل أن يتجاوب الداخل اللبناني مع تمنياتها، وأقول للنواب: نحن كلنا معكم، سيروا على بركة الله، واختاروا الأنسب والأحسن والأفضل والأصلح للبنان واللبنانيين.
إنَّ دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية هي داركم، وهي مرجعيتكم، وستبقى كذلك دائمًا وابدًا، لن نُقصِّر في دار الفتوى في الدفاع عن حقوق المسلمين السُّنة، وحقوق المسلمين عامة، لا بل وحقوق اللبنانيين، هذا موقفنا المبدئي. في داخلكم تتساءلون: ماذا جرى في اليومين أو الثلاثة الماضية في المجلس الشرعيِّ الإسلاميِّ الأعلى؟ أقول لكم جملة مختصرة: هم يريدون، وأنا لا أريد، والله يفعل ما يريد.