لم تأتِ المضايقات التي تعرّض لها عدد من المتظاهرين أمام مصرف لبنان الخميس الفائت إثر نشرهم ملصقات تحمل صور أصحاب المصارف من فراغ، ولم تكن محاولات أحد المتظاهرين الذين يدّعون انتماءهم إلى بعض جمعيات المودعين تمزيق بعضها وتحديداً تلك العائدة لنديم وعدنان القصّار أصحاب مجموعة فرنسبنك ومصرف BLC عن عبث. فقد أبلغت الضابطة العدلية المختصة محامي تحالف متحدون اليوم ١٣ أيلول بتقدّم التحقيقات المتعلّقة بالاعتداء المعنوي والجسدي على المحامي رامي علّيق تبعاً للمحضر الفوري بالجرم المشهود المنظّم وفق إشارة المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة بتاريخ ٢٨ تموز ٢٠٢٣ إثر محاولة الاعتداء على المحامي علّيق في منزله الكائن في محلة الأشرفية حينها، لتصل إلى مرحلة التدقيق الفنّي في هويّات وهواتف وبيانات المعتدين.
ورغم التأخّر في كشف الحقيقة وملابسات القضية بالاستناد إلى هذه المعطيات ورغم التمهّل في استدعاء مدير عام فرنسبنك ورئيس مجلس إدارة BLC نديم القصّار للمثول للتحقيق بالتهم المنسوبة إليه ومنها تأليف عصابة أشرار ومحاولة القتل في وقت ما زال الجناة طلقاء، فإن التحالف ينظر بإيجابية إلى تقدّم التحقيقات بالشكل المشار إليه، لا سيما في ضوء المعطيات الواضحة والثابتة المتعلّقة بكاميرات المراقبة والتسجيلات وما كشفته عن الهويّات والهواتف والحسابات الوهمية المستخدمة على وسائل التواصل الاجتماعي العائدة للجناة، ومن ذلك على سبيل المثال وبغية تنبّه المودعين لما يجري، قيام المعتدي المدعو م. أ. الذي يتلطّى وراء جمعية للمودعين ورئيسها لتغطية ارتكاباته الجرمية لصالح أصحاب المصارف باستخدام حسابات وهمية باسم “Yara Dib” و”Sami George Youssef” و”Rania Ranoush” و”Shady Jabour” و”ثورة تشرين – لبنان ينتفض” و”المودعون المغتربون والأجانب في المصارف اللبنانية” و”تجّمع المودعين في المصارف اللبنانية” إلخ وعدد غير قليل من الهواتف الخليوية وسواها الكثير من الأدلة التي تؤكّد نوع العلاقة مع القصّار والعاملين لديه في مصرفَيْه مما أتاح تسريب BLC لوثائق خاضعة أساساً للسرّية المصرفية وخلافاً للقانون، منها المتعلّقة بالطبيب المودع باسكال الراسي والمستخدمة افتراءً وتعدّياً في فيديوهات نُشرت بشكل واسع لتشويه سمعته وسمعة المحامي علّيق، كما وصور فوتوغرافية وتسجيلات بالصوت والصورة للمعتدين وغير ذلك، اختار التحالف عدم استباق التحقيقات الجارية بشأنها والمتضمّنة الكشف عن ماهيّة الصفقات المعقودة والأثمان المقابلة المتعهَّد بها لآل القصّار وصاحب بنك بيروت سليم صفير وآخرين، على أمل وصولها إلى كشف الحقيقة كاملة.