ما هي علاقة العاطفة بالسياسة ؟
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
أسئلة تراودني وأملك الإجابة عنها أتمنى أن توافقني عليها وإن كنت مخطئاً أتمنى مناقشتي وإقناعي بتحليلك مبتعداً عن العاطفة..
إذاً علينا دائما أن ندرك جميعا بأنّ السياسة والعاطفة لا يلتقيان أبداً وأن العاطفة هي جرثومة السياسة فإذا تغلغلت فيها أفسدتها، فهناك الكثير ممن يصطادون في الماء العكر ويتعاطون السياسة بشكل سطحي ولا يحللون ما يحاك خلف الكواليس وعلى الشعب أن يدرك هذا الأمر ويبعد العاطفة عن السياسة رغم أن الكثير من المواقف يقرها الساسة ويرفضها المجتمع جملة وتفصيلا.
لذا عليك أن تضع العواطف جانبًا، كما يجب عليك فصلها عن السياسة.
وأن نجعل مجال المشاركة فيه أوسع من المتوقع ، والساحة مفتوحة لكل من يجد في نفسه الكفاءة والقدرة دون أن يكون متشبثاً بآرائه .
ألعواطف الجياشة تمّ استغلالها لسنواتٍ من تاريخنا، وتغلغلت إلى عالم السياسة فأنتجت خطباً نارية وشعارات لا تحصى في عالمنا ، استغلها أهل السياسة لشد العصب ونتيجتها لا تسمن ولا تغني من جوع.
والغريب أنّ الكثيرين منا لا يزالون يصدقون تلك الشعارات السياسية البراقة متعلقين بأمل تحقيقها يومًا ما، رغم أنها ولدت ميتة لأنها بدون برنامج تنفيذي ورؤية.
بلا شك من البديهيات لا عاطفة مع السياسة، ولا تقدم مع الشعارات والخطب هذا ما أثبتته الأيام فمن كان يزايد بالأمس لم يصل حتى لمن كان يزايد عليه، والمصالح العليا للوطن والقضية القائمة على المبادئ هي ما يجب أن تبنى عليه القرارات السياسية والعلاقات بين الحركات الوطنية ..
وليس بالضرورة اذا كنتم متعاطفين بقضية ما أن تكونوا على حق فاتركوا العاطفة جانباً ولنعمل بالسياسة كسياسيين دون مصلحة إلا مصلحة شعبنا ومصلحة الوطن.