في ظل ما يجري اليوم في قطاع غزة من أحداث مأساوية ومجازر مروعة، يُعبر مجلس أساقفة زحلة عن استنكاره الشديد وشجبه المطلق لتلك الأعمال التي تمس الإنسانية والقيم الإنسانية العالية.
كما نشدد على أهمية حقوق الإنسان والحرية والكرامة الإنسانية التي منحها الله لكل فرد، ونرفض أي ممارسات تنتهك هذه الحقوق أو تحتقر قيمتها. كما نندد بالعنف المفرط واستخدام القوة ضد المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ الذين فقدوا حقهم في الحياة الآمنة والكريمة.
إن السلام هو المسار الوحيد لحل النزاعات وتحقيق العدالة والمساواة، وندعو جميع الأطراف المعنية إلى التوجه نحو حلول سلمية تحترم حقوق الإنسان وتقوم على أسس العدالة والمساواة.
نتضامن كمجلس أساقفة زحلة والبقاع، مع جميع الضحايا وأسرهم، وندعو الله الرحيم أن يمن عليهم بالصبر والسلوان، وأن يمنح أرواحهم الجنة.
ونطلق نداء إلى المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم ضد تلك الممارسات، ولضمان حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه، وأن يكون السلام والعدالة والمساواة هي القاعدة التي يبنى عليها مستقبل المنطقة.
التاريخ يشهد لأمة فلسطينية عريقة هي من أصل هذه الأرض وأحبتها وكافحت من أجلها. غزة، التي صمدت عبر العصور وواجهت التحديات، هي اليوم تحت وطأة ألم غير مبرر وظلم لا يُحتمل.
إن عمق المأساة يكمن في الصمت الدولي المقلق تجاه هذه الجرائم، وفي الضمير الإنساني الذي يبدو أنه قد خُمد أمام هذه الصور المروعة. نناشد جميع المنظمات الدولية والكنائس والمجتمعات المختلفة للوقوف معاً في وجه هذا العنف ودعم الشعب الفلسطيني في سعيه لحياة حرة وكريمة.
يجب أن نتذكر دائمًا أن خلف كل رقم أو إحصائية، هناك قصة إنسانية، هناك أحلام مكسورة، وأمهات حزينات، وأطفال فقدوا طفولتهم. لا يمكننا أن نغض الطرف أو نبقى ساكتين أمام مثل هذا الظلم.
نحث الدول العظمى والجهات المؤثرة على إعادة النظر في مواقفها وتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، وأن يتم التعامل مع الأزمة بموضوعية وعدالة، بعيدًا عن المصالح السياسية والاقتصادية.
وفي الختام، ندعو جميع المؤمنين إلى الدعاء من أجل السلام في فلسطين وفي كل مكان، وأن يرزقنا الله الأمان والاستقرار والرخاء. كما ندعو جميع أبناء الكنيسة وجميع أهل الخير في لبنان والعالم، لتقديم الدعم اللازم، سواء كان معنويًا أو ماديًا، لإخوتنا في غزة، وأن نواصل الصلاة من أجل السلام والمحبة والوحدة بين جميع البشر.