رسالة سيادة المطران عطاالله حنا من القدس إلى أحرار العالم (اليوم اليوم وليس غدا)
ربا يوسف شاهين / سورية
الأخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء أحييكم مجددا في صبيحة هذا اليوم من القدس من رحاب كنيسة القيامة التي نتواجد فيها في هذه الأثناء نرفع الدعاء من أجل شعبنا من أجل غزة التي تدمر عن بكرة أبيها ، مررنا بليلة دامية ، قصف عنيف ، وقتل ممنهج ، لشعب أعزل
غزة استهدفت في هذه الليلة ، بشكل غير مسبوق ، وقد تزاد حدة هذه العدوانية ،
وهذه الهمجية خلال الساعات ، أو الأيام القادمة .
أمام هذه الكارثة الغير مسبوقة ، أمام هذه المأساة ، أمام هذه الدماء التي تسفك في غزة الأبية ، أمام هذا الدمار الهائل ، يجب علينا جميعا ، كأبناء للأمة العربية الواحدة ، الفلسطنيين والعرب جميعاً ، يجب أن نتوحد ، وأن يكون لسان حالنا ، في هذه الأوقات العصبية ، فليتوقف هذا العدوان فوراً ، ويجب الضغط على كل الجهات المعنية ، وعلى الحكومات الغربية ، والقيادات السياسية في الغرب ، من أجل أن يتوقف هذا العدوان ، مظاهرات ومسيرات واحتجاجات موجودة في كل مكان في هذا العالم ، حتى في امريكا ، وفي أوروبا ،وفي أستراليا ، هنالك ضغوطات شعبية ومظاهرات مليونية حاشدة ، للضغط على الحكومات ، لكي تغير مواقفها ، ولكي تعمل ، من أجل أن يتوقف هذا العدوان ، حقناً للدماء ووقفاً للدمار .
نحيي هؤلاء الأحرار و نشكرهم ، لأنهم اضحوا من خلال مشاركاتهم في هذه المسيرات ، صوتا لأولئك المظلومين في غزة ، ونتمنى ان تتسع رقعة هذه المظاهرات ، و رقعة التضامن مع شعبنا الفلسطيني ، الاحتلال يقتلنا ، و يقتل أبناءنا ، ويستهدف غزة وشعبها وكل من فيها ، ولكن الفلسطنيين جميعا لن يستسلموا أمام هذه العدوانية ، مخطط شيطاني ، لتهجير شعبنا ، وتصفية قضيتنا ، والنيل من إرادتنا ومن معنوياتنا ، ولكن هذا الشعب رغما عن كل آلامه و احزانه و معاناته ، لن يرفع راية الاستسلام .
اليوم يجب أن نتحرك كأمة عربية واحدة ، من المحيط إلى الخليج ، أكثر من وقت مضى ، فهذه الدماء هي دماؤنا والعدوان على الغزة هو عدوان على فلسطين كلها ، وعلى الأمة العربية كلها ،.تحركوا يا أيها الأحرار من ابناء الامة العربية ، تحركوا يا ايها الأحرار في كل مكان في هذا العالم ، نصرة لغزة في هذه الأوقات العصيبة ، دمار وخراب ودماء واشلاء في كل مكان ، يريدون لغزة ان تتحول الى أرض محروقة ، يريدون لغزة ان يسودها الدمار والخراب ، تطهير عرقي ، تدمير ممنهج، لكل شيء في غزة ، لم تعد تكفي بيانات الاستنكار و الشجب ، لم تعد تكفي البيانات التي لا نقلل من أهميتها ، ولكنها لوحدها ليست كافية لردع هذا العدوان ، وهذه الهمجية ، وهذا الدمار والخراب فلتكن هنالك ضغوطات ، على أصحاب القرار ، وخاصة في الغرب ، من أجل ان يعملوا خلال الساعات القادمة ، من اجل وقف هذا العدوان ، وقف هذه الحرب ، كفانا دمارا ، و خرابا و دماءً و احزانا و آلاما ، اهل غزة يستهدفون ، أهل غزة يموتون ، اهل غزة تدمر المنازل على من فيها ، فتحركوا يا ايها الأحرار في كل مكان ، من أجل وقف العدوان ، اهل غزة لايستحقون ان يعاملوا بهذه القسوة ، والذين يقتلون هم الأبرياء ، هم المدنيون ، هم الأشخاص العاديون ، مشاهد الأطفال المروعة ، مشاهد الدمار المروعة ، يجب أن تحرك الضمائر الحية في كل مكان .
أحبابي ، أتمنى ان تصل رسالتي إلى حيث ما يجب أن تصل ، أتمنى أن تصل إلى العالم بأسره إلى الأحرار في هذا العالم ، أهلنا في غزة ،
لا يستحقون أن يعيشوا في حالة الرعب هذه وفي حالة الدمار والخراب والموت ، أغيثوا غزة واهلها ، واعملوا من أجل وقف هذا العدوان .
( اليوم اليوم وليس غدا)