تعتبر الفنانة التشكيلية العصامية خديجة قموح، من الأسماء الواعدة في عالم الفن التشكيلي المغربي، تشتغل برؤية فنية واضحة المعالم، وتطور طريقة عملها من الحسن إلى الأحسن على اعتبار قناعتها بالتنوع والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الفنون الجميلة.
كانت خديجة قموح، منذ طفولتها تمضي الكثير من الوقت في تأمل الطبيعة لترسم من خلالها لوحات شعرية في خيالها، ثم خربشات بأناملها الذهبية إلى أن شجعها بعض معارفها خصوصا عائلتها، ممن اكتشفوا الحس المرهف واللمسة الفنية الجميلة لديها، وحثوها على تجسيد تلك الصور في لوحات تسر الناظرين.
هكذا كانت بداياتها ترسم أحلامها وطموحاتها، حيث كانت تقضي معظم الوقت في الدراسة ثم الرسم، ومع الوقت انفتحت أفاق جديدة بالنسبة للفنانة خديجة فراحت تنهل مما تعلمت بشغف كبير، حيث تعرفت على أعمدة الفن والمدارس الفنية وكل ما هو جديد في هذا العالم الثري والمتجدد إلى ما لا نهاية، وكذلك ساهم التقائها بكثير من الفنانين وتشجيعهم لها على الظهور في المعارض الفنية والخوض معهم في نقاشات جميلة وحضور بعض الورش الفنية، كل ذلك ساهم في دخولها الساحة الفنية، فقد رسمت أشياء جميلة، هي الفنانة التي تعشق الرسم فى هدوء الليل وتفضل أن ترسم وحدها في مكانها الخاص وفي صمتها وثرثرتها الداخلية.
تعددت الألوان والأشكال والوجوه، وبقي الفن بداخل الفنانة خديجة قموح يتنامى ويكتمل كزهرة الاقحوان، تأثرت بمحيطها الاجتماعي فارتقى فنها ليكون صورة شاهدة على إبداعها، أرادت أن تكشف عن مشاعر بقيت رهينة الصمت الطويل، فكان الرسم إحساسها، ونبض واقعها، والذي حلق بها إلى فضاءات من الشغف والحب والرغبة إلى ما لانهاية، تجد نفسها ولدت من جديد مع كل لوحة، لتعود وتبدأ بعنفوان مدهش بلوحات رائعة لاتنتهي، فتكون حياتها متجددة وخارجة من رحم الفن الجميل.
وقالت خديجة قموح، “الرسم هوايتي المفضلة منذ الطفولة وأجمل أوقاتي هي التي أقضيها مع صديقتي اللوحة وأحكي لها معاناتي وأحاسيسي، وهي آلتي الموسيقية التي أصوغ على سطحها من خلال ريشتي معزوفتي اللونية ولكل لوحة مكانة خاصة عندي بحسب حالتي الفنية والروحية وقت الرسم”.
وأضافت: “الأسلوب التعبيري الذي انتهجته يتوافق مع حالة كل لوحة فأنا ألعب دور البطولة في أعمالي بإحساسي الداخلي فأنا العاشقة لكل ما هو جميل حيث أجسده في رسوماتي لأقدم السعادة الجمالية للمتتبع.
خديجة قموح، فنانة تميزت ببساطتها في الطرح وعمق المضمون لكل عمل تقوم به، وهذا واضح من خلال أعمالها التشكيلية التي رسمتها، كما أنها لا ترسم إلا ما تحس به لينطبع جمالها وتصالحها مع نفس بداخل كل عمل تقوم به، اشتهرت أعمالها بالألوان الجميلة التي أصبحت في كل لوحاتها التشكيلية والتي لم تستطع أن تتخلى عنها في أي لوحة تقوم بها، وهذا يدل على نعومة الفنانة وأناملها الذهبية الرشيقة والمليئة بالحيوية.