استجابةً لتزايد الأعمال العدائية على الحدود، أصدرت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلًا للاستعداد والاستجابة في لبنان.
وتطلب المنظمة تمويلًا من أجل زيادة القدرة على التدبير العلاجي للإصابات الجماعية والرعاية الطارئة، وضمان استمرار الخدمات الصحية الأساسية المُقدَّمة للفئات السكانية الضعيفة والمتضررة، وتعزيز ترصُّد الأمراض ومكافحتها، وإجراءات أخرى.
وتضع المنظمة في اعتبارها سيناريوهين محتملين في هذا النداء: إذا اقتصرت الأعمال العدائية على جنوب لبنان، فتُقدِّر المنظمة أنها ستحتاج إلى 6.7 مليون دولار أمريكي للاستعداد والاستجابة؛ وإذا امتدت الأعمال العدائية إلى البلد بأكمله، فستحتاج إلى 11.1 مليون دولار أمريكي.
وهذا النداء جزء من نداء متجدد من المنظمة للتمويل المتعدد البلدان من أجل الأرض الفلسطينية المحتلة والبلدان المجاورة، بمتطلبات تمويل إجمالية تُقدَّر بنحو 140 مليون دولار أمريكي.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية طال أمدها وقلَّصت دخل أفراد الشعب وحدَّت من إمكانية حصولهم على الرعاية الصحية.
ويشيع في البلد نقص الأدوية وتكبُّد المواطنين لتكاليف صحية باهظة يدفعونها من أموالهم الخاصة. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 40% من القوى العاملة الصحية قد غادرت البلد، وأن شخصين من كل 3 أشخاص في لبنان يحتاجان إلى مساعدات إنسانية، ومنها مساعدات صحية.
كما أن الأعمال العدائية المستمرة في جنوب لبنان وعلى الحدود مع إسرائيل، وحالة انعدام اليقين بشأن المستقبل، تُلقي أعباء إضافية على عاتق النظام الصحي. وقد قُتل حتى الآن 77 شخصًا، وأُصيب 331 آخرون، ونزح أكثر من 26000 شخص داخل لبنان. كما أُبلِغ عن وقوع ثلاث هجمات على مرافق الرعاية الصحية.
وقد شرعت المنظمة، جنبًا إلى جنب مع وزارة الصحة العامة وشركاء آخرين، في التأهب للتوسع المحتمل للصراع. فجرى تفعيل مركز لعمليات طوارئ الصحة العامة، بقيادة الوزارة وبدعم من المنظمة، لتنسيق الاستجابة الوطنية.