قيومجيان: العار هو ضرب حقوق المسيحيين بتعيين قائد جيش بظل شغور الرئاسة
أكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق د. ريشار قيومجيان أن المؤسسة العسكرية تكاد تكون المؤسسة الوحيدة التي تقف على رجليها في البلد، مضيفاً: “في هذا الظرف هذه المؤسسة بحاجة الى: ١- الاستقرار، ٢- الفعّالية، ٣- الاستقلالية، فيما “التيار الوطني الحر” يسعى الى إستباحتها عبر الاطاحة بالعماد جوزف عون ويعمد رئيسه النائب جبران باسيل الى ممارسة الزبائنية والاتيان بقائد جيش ومجلس عسكري وفق هواه ليضع يده عليها. باسيل يسعى الى package deal مع الثنائي الشيعي يبدأ بقيادة الجيش ولا ينتهي بالمصرف المركزي”.
وفي مقابلة عبر “الجديد”، سأل: “أين أخطأ جوزف عون في قيادته للجيش، هل بالإبقاء على إستقلالية المؤسسة بعيداً عن التدخلات السياسية؟! هل بالحفاظ على جهوزيتها؟! هل بعلاقاتها الدولية؟! هل بتفعيلها وتزخيمها؟! هل بانتشارها في كل لبنان للحفظ على الامن القومي؟! إنطلاقاً من كل ذلك، وليس من باب العلاقة الشخصية، ندعو للتمديد له في ظل الوضع القائم. فالمبدأ يقول إنه لا يتم تغييّر الضابط في خضم الحرب”.
رداً على سؤال، أوضح قيومجيان ان “إعتبار باسيل “عار على لبنان وشعبه” ليس مسألة اختلاف بموقف سياسي عادي. لكن “التيار” لطالما حمل لواء استعادة حقوق المسيحيين مزايداً على الاخرين ومنتقداً إياهم وها نحن نراه اليوم – لأسباب شخصية وفقط من اجل إزاحة احد المرشحين للرئاسة من السباق- يعمد الى نقض كل مواقفه السابقة من رفض إجتماع حكومة تصريف الاعمال لإقرار القوانين الى الاصرار على توقيع 24 وزيراً على اي مرسوم ورفض اي تعيينات في غياب رئيس الجمهورية. في إطار مفاوضاته مع الثنائي الشيعي، وافق باسيل على التعيين من دون إمضاء الـ24 وزيراً وفي ظل غياب رئيس الجمهورية وهذا ما دفعنا الى رفع الصوت”.
تابع: ” عملية تعيين قائد جيش غير صائبة في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي وتعطيل المؤسسات وعدم الاستقرار الأمني وغياب رئيس الجمهورية. كما تشكّل مسّاً جوهرياً بحقوق المسيحيين والرئاسة الاولى وهنا لبّ المشكلة. لذا على المزايدات العونية أن تتوقف. اليوم قائد الجيش جوزف عون يعرف الأرض ويعرف تفاصيل الأمور، فلا نستطيع الإتيان بأي ضابط ليحلّ محله في هذا الوقت العصيب. الغالبية اللبنانية – ومن كل الطوائف – تريد تأجيل تسريح قائد الجيش. كذلك، لا يمكن كسر إرادة المسيحيين بفرض تعيينات عليهم في ظل غياب رئيس الجمهورية ولا يكفي غطاء فريق “التيار” للقيام بذلك”.
كما اكّد أن “القوات اللبنانية” لن تُحشر ولن تُحرج في سبيل إقرار التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، مضيفاً: “في حال لم يتم التمديد في مجلس الوزراء، سننزل إلى مجلس النواب وسنقرّ تأجيل التسريح ولن نقع في فخ الرئيس نبيه بري ومسألة عدم حصر جدول الاعمال ببند وحيد”.
عن موقف الولايات المتحدة من التمديد لقائد الجيش، أوضح ان “الاميركيين بشكل عام حريصون على استقرار المؤسسة العسكرية وفاعليتها والجو العام في واشنطن الذي إطلعت عليه “القوات” يؤكّد أن الادارة الاميركية مع إستقرار المؤسسة عبر التمديد للعماد عون وهذا أهون الحلول حالياً”.
ورداً على سؤال، أوضح أن الفاتيكان داعم للوضع المسيحي وإعادة بناء تركيبة الدولة ولكل المواقف التي يتخذها البطريرك الراعي، مشدّداً على ان الفاتيكان لا يدخل في دهاليز التعيينات.
أما عن الحملة التي إستهدفت البطريرك الراعي على خلفية دعوته لجمع “الصينية” لمصلحة أهل الجنوب، فإعتبر قيومجيان أن “هناك جهلة قيّموا دعوة البطريرك التي هي طبيعية حيث تخصّص الكنيسة مرات عدة مردود “لمّ الصينية” لأنشطة كمساعدة المرضى او الفقراء”، مضيفاً: “هذه حملة مسعورة من جماعة حزب الله إستخدمت كلاماً مقيتاً وهي تنمّ عن حقد”.
في ملف الحرب في غزة والوضع في الجنوب، أكد قيومجيان أن موقف “القوات اللبنانية” لمصلحة لبنان والشعب الفلسطيني ويتناغم مع مقررات القمة العربية، مضيفاً: “نحن ضد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل. كل هذه الحرب القائمة على الحدود الجنوبية لن تفيد غزة وستضرّ بلبنان. موقفنا وطني يدعو إلى تطبيق الـ1701 وسيطرة الجيش بالتعاون مع اليونيفيل على منطقة جنوب الليطاني لضمان أمن وسلامة لبنان”.
قيومجيان الذي أشار الى ان ما يحمي لبنان ثلاث شرعيات: ١- شرعية الدولة اللبنانية والجيش،٢- شرعية المجتمع الدولي والقرارات الدولية وتحديداً القرار ١٧٠١ وكذلك ١٦٨٠، ٣- شرعية الشعب اللبناني الذي يلتفّ حول دولته وجيشه، إعتبر أن “حزب الله” لم يقم بشيء جدي على المستوى العسكري إتجاه غزة وعليه ان يسلّم الحدود للجيش اللبناني لنحمي البلد.
أما في الملف الرئاسي، لفت قيومجيان الى انه كان هناك موفدون قطريون يسعون للبت في ملف رئاسة الجمهورية وكذلك كان هناك المبادرة الفرنسية، مضيفاً: “اما اليوم فحرب غزة طغت على ما سواها. لذا الملف اللبناني ليس أولوية في ظل حرب غزة الوجودية”.
ختم قيومجيان مؤكداً ان “القوات اللبنانية” و”المعارضة” مستعدّان للبحث في إسم مرشح ثالث في ملف رئاسة الجمهورية، لكن حزب الله غير مستعدّ للذهاب الى وسط الطريق ومتمسّك بمرشحه سليمان فرنجية.