محطة جديدة تُضاف إلى رحلة الفيلم، إذ ينطلق الفيلم السوداني وداعًا جوليا للمخرج محمد كردفاني في سينمات فوكس في دور العرض الإماراتية ابتداءً من 14 ديسمبر، ويُعرض أيضًا في سينمات فوكس دول الخليج في السعودية والكويت وقطر وعمان والبحرين من يوم الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول.
وكانت مصر هي المحطة الأولى برحلة الفيلم في أواخر أكتوبر الماضي، وبلغت إيراداته 2.5 مليون جنيه في أول 3 أسابيع عرض، متفوقاً في أسبوعه الأول على العديد من الأفلام المصرية والأميركية الضخمة، ليسجل أعلى إيرادات لفيلم عربي في شباك التذاكر المصري على الإطلاق، وأوروبيًا بدأت عروضه في فرنسا على أكثر من 50 شاشة في 21 مدينة في بداية شهر نوفمبر.
واكتسب الفيلم زخماً في مشواره نحو الأوسكار، بعد إعلان النجمة لوبيتا نياونجوه الحائزة على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم 12 Years a Slave (والمعروفة بأدوارها في فيلم Us وسلسلة Black Panther)، عن انضمامها لفريق عمل الفيلم كمنتجة منفذة، وهو ما يعد دعمًا مباشرًا منها للفيلم الذي يمثل السودان في النسخة الـ96 من جوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم روائي دولي 2024.
بجوار هذا، تم اختيار الفيلم للمرحلة الأولى في التصويت لجائزة غولدن غلوب 2024 لأفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية، والتي ستُعلن قائمتها القصيرة في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
تدور أحداث وداعًا جوليا في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.
الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني الحائز على العديد من الجوائز، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولة الفيلم والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرًا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وتصوير بيير دي فيليرز ومونتاج هبة عثمان، ومهندسة الصوت رنا عيد وتصميم أزياء محمد المر.
وداعًا جوليا من إنتاج المخرج السوداني الشهير أمجد أبو العلاء الذي مثل السودان في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2020 لأول مرة في التاريخ بفيلم ستموت في العشرين، كما يشاركه في الإنتاج محمد العمدة من خلال شركة الإنتاج السودانية ستيشن فيلمز، وتتولى شركة MAD Solutions المبيعات الدولية للفيلم.
كما يشارك في الإنتاج باهو بخش وصفي الدين محمود(RED STAR / مصر) ومايكل هينريكسDie Gesellschaft DGS )/ ألمانيا)، وخالد عوض ومحمد كردفاني(Klozium Studios / السودان)، ومارك إرمر(Dolce Vita Films / فرنسا)، وفيصل بالطيور(Cinewaves / السعودية) وعلي العربي(Ambient Light / مصر) وأدهم الشريف(CULT / مصر) وإسراء الكوقلي هاغستروم(Riverflower / السويد).
وفي المهرجانات السينمائية وصلت حصيلة الفيلم إلى 15 جائزة، أحدثهم جائزة الجمهور من مهرجان ليدز السينمائي الدولي، وجائزتين من مهرجان الفيلم المسلم الدولي في تورنتو؛ جائزة التفوق وجائزة أفضل تمثيل لبطلته إيمان يوسف.
سجل جوائز الفيلم يضم أيضًا: جائزة الجمهور في مهرجان موسترا السينما العربية والمتوسطية في كتالونيا، وجائزة أفضل فيلم من مهرجان بلفاست السينمائي، وأفضل مخرج في عمل روائي أول، وأفضل ممثلة في عمل روائي أول من مهرجان قبرص السينمائي الدولي، وجائزة روجر إيبرت في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، وجائزتين من مهرجان الحرب على الشاشة في فرنسا (جائزة الجمهور وجائزة الصحافة)، و3 جوائز في مهرجان (Paysages de Cinéastes جائزة لجنة تحكيم الصاعدين، وجائزة الجمهور، وجائزة لجنة تحكيم المرأة)، وجائزة أفضل فيلم إفريقي في حفل توزيع جوائز سبتيموس الدولية، وبدأ هذا المشوار من مهرجان كان السينمائي الذي استضاف عرضه العالمي الأول ضمن قسم نظرة ما، حيث فاز بجائزة الحرية.
وكان وداعًا جوليا قد حصل على عرضه الأول في المملكة المتحدة في مهرجان لندن السينمائي، حيث نال إشادة كبيرة ونفدت جميع تذاكر عروضه قبل شهر من انطلاقة المهرجان. وقبلها شارك في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي، ومهرجان ملبورن السينمائي الدولي.
نقديًا، نال الفيلم إشادات كبيرة، وكتب عنه الناقد محمد يوسف “التكوينات البديعة لكردفاني تارة تحمل رمزيات معبرة وتارة أخرى تقدم إرهاصات دالة، ويقدم “وداعًا جوليا” في دراما رقيقة خطابه السياسي المنحاز إلى الحرية وإلى التنوع”، في حين كتب ديفيد أباتشيني في موقع A Good Movie to Watch: “نجح سيناريو محمد كردفاني وأسلوب إخراجه في بناء رابطة تعاطف قوية مع جميع الشخصيات المنخرطة في الأحداث.”
محمد كردفاني صانع أفلام سوداني، حاز فيلمه القصير نيركوك على جائزة الفيل الأسود لأفضل فيلم سوداني عام ٢٠١٧ وجائزة شبكة ناس لأفضل فيلم عربي في أيام قرطاج السينمائية، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي وجائزة أرنون بيلافيت بيليجريني في مهرجان الفيلم الإفريقي الأسيوي اللاتيني السينمائي الدولي في ميلان. عُرض فيلمه القصير سجن الكجر خلال أحداث الثورة السودانية في ساحة الاعتصام التي ضمت آلاف المتظاهرين، وكان فيلمه الوثائقي جولة في جمهورية الحب هو أول فيلم مؤيد للثورة يبثه تلفزيون الدولة. في العام ٢٠٢١ أسس ستديوهات كلزيوم للإنتاج بالخرطوم.