كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) .
أوجه نداء إلى كل الجهات والمرجعيات السياسية ، التي عملت من أجل هذه الهدنة وغيرها أيضاً .
إعداد : ربا يوسف شاهين/ سورية
لأن أهلنا في غزة الأبية يستحقون أن نقف معهم دائماً وأبدأ لنرفع الصوت عالياً بأن تستمر هذه الهدنة وتتواصل لوقف هذه الحرب ووقف هذا العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار .
◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أبها الأحباء الأخوة والأخوات الأعزاء
ابتدأت الهدنة التي تم الإعلان عنها بأنها سوف تستمر لأربع أيام ، ونحن بدورنا في صبيحة هذا اليوم ، نقول بأننا نتمنى ونطالب ونناشد ، أن تستمر هذه الهدنة ، وأن تتطور إلى وقف شامل للعدوان على أهلنا في غزة الأبية .
طبعاً هذا يحتاج إلى جهد من قبل أولئك الذين تدخلوا ، وهم وسطاء من أجل الوصول إلى الهدنة ، من هو قادر على أن يصل إلى الهدنة بواسطته ، هو قادر بعد اذٍ من أجل أن تتوقف هذه الحرب ، وأن يتوقف هذا العدوان .
◾واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
طبعاً يبدو أن الهدنة محطة ضرورية ومهمة ، ونحن نشكر ، كل اللذين ساهموا ، وعملوا من اجل إنجاح هذه الهدنة ، التي ستكون محطة يتنفس من خلالها أهلنا في قطاع غزة الصعداء ، وخلال هذه الأيام ، سوف يكتشفون مدى الدمار و الخراب و الشهداء والدماء ، وكل هذه المآسي الإنسانية ، التي حدثت في غزة خلال الأيام المنصرمة ، طبعاً في ظل القصف والعدوان ، لم يكن سهلاً معرفة كل شيء ، نحن نعرف أن هنالك آلاف الشهداء ، وكذلك الأطفال ولكن يبدو ، أن هنالك أعدادا كبيرةً من الشهداء ما زالت تحت الركام ، الكثير من المآسي الإنسانية ، سوف تتكشف خلال هذه الأيام ، وبعد الانتهاء من هذا العدوان سوف تتكشف امور كثيرة أخرى مدى هذا الدمار وهذه المآسي الإنسانية التي تعرض لها أهلنا في قطاع غزة .
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
أود أن أقول ومع بدء هذه الهدنة :
بأننا نقف إجلالاً وتكريماً ووفاءً لشهداء شعبنا ، العدوان استمر وتواصل طول الليل ، قصف ، قتل ، تدمير ممنهج ، وكأن الاحتلال و سلطات الاحتلال ، أرادت أن تدمر ما يمكنها أن تصل إليه قبل بدء الهدنة ، وهذا طبعاً معروف عن الاحتلال ، ثقافة الانتقام والكراهية والعنصرية إلى آخره ، كلها سمات ملازمة لهذا الاحتلال الذي يعامل الفلسطينيين جميعاً ، وكأنهم غرباء في وطنهم وفي أرضهم المقدسة .
غزة الأبية المنكوبة ، تستحق منا جميعاً، أن نكون معها وإلى جانبها ، ولذلك فإنني ، ومع بدء هذه الهدنة ، أوجه نداء إلى كل الجهات والمرجعيات السياسية ، التي عملت من أجل هذه الهدنة وغيرها أيضاً ، كل من هو قادر أن يفعل شيئاً صالحاً .
نحن نتمنى من الجميع ، أن يعملوا من أجل أن تتوقف هذه الحرب ، وأن لا تستمر وأن لا تتواصل ، بعد هذه الهدنة “أربع أيام أو خمسة أيام” .
وكذلك فنحن نناشد كل المؤسسات ، والهيئات الإغاثية في الوطن العربي ، وفي العالم بأسره بضرورة العمل من أجل إيصال المساعدات المطلوبة لأهلنا في غزة ، هنالك نقص في المواد الغذائية ، هنالك نقص في المواد الطبية ، التي تحتاجها المستشفيات ، شعبنا في غزة شعب منكوب ، ما حدث خلال الأيام الماضية ، كانت نكبة وسياسة تطهيرٍ عرقي ، وأهلنا في غزة يعيشون في أوضاع مأساوية ، في ظل انعدام التغذية والمواد الاساسية ، وكذلك التطبيب والمستشفيات التي تعاني إلى أخره ، ولذلك فإن وصول المواد الإغاثية ، والمساعدات المطلوبة إلى أهلنا في غزة هو أمرٌ في غاية الأهمية .
◾واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
وكذلك نحن نطالب كل الجهات الصديقة ،. بأن تعمل من أجل بدء حملات إغاثة وإطلاق مبادراتٍ للمساعدة من أجل إعادة الإعمار
يجب أن نفكر في المستقبل ، الحرب قد تتوقف لا يمكن أن تكون الحرب أو تستمر إلى أجلٍ غير مسمى سياتي يوم تتوقف فيه هذه الحرب واتمنى أن يكون هذا سريعاً ، وأمامنا دمارٌ هائل
أمامنا خسائر بشرية ، أمامنا كم كبير من الأمور المأساوية في غزة ، وأنا أعتقد بأنه من الأهمية بمكان أن نبتدئ بالتفكير ، بإطلاق مبادرات من أجل إغاثة أهلنا وإعادة إعمار ما تم تدميره وطبعاً هذا يحتاج إلى وقت ، إزالة الركام لوحدها تحتاج إلى وقت ، فكيف عندما نتحدث عن إعادة الإعمار ، وكل هذا يحتاج إلى برامج وإلى تخطيط وإلى مبادرات وإلى هيئات وجهات تعمل من أجل مؤازرة ومساعدة أهلنا في غزة الأبية.
◾وأشار سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء أيها الأحباء جميعاً أهلنا في غزة يستحقون منا دائماً أن نكون معهم وإلى جانبهم فهذه الحرب التي استهدفتهم كانت قاسية ، و عدوانية وهمجية وفيها الكثير من ثقافة الانتقام وثقافة القتل والتنكيل وهذه سمة من سمات الاحتلال ، وطبعاً هذا الاحتلال ، يستهدف أيضاً أهلنا في الضفة الغربية ، يستهدف أيضاً مدينة القدس .
أحبائي مع بدء الهدنة نتمنى أن تتواصل وأن تستمر وأن يكون هنالك وقف للعدوان ووقف لهذه الحرب حقناً للدماء ووقفاً للدمار .
أهلنا في غزة عانوا ، بسبب هذه الحرب المشاهد المروعة ، الدمار الهائل ، كل هذه الأمور التي حدثت في غزة ، إنما هي وصمة عارٍ ، في جبين الإنسانية ، وفي جبين أولئك الذين صمتوا و تآمروا ولم يفعلوا شيئاً من أجل أن يتوقف هذا العدوان .
نرفع الدعاء من أجل أهلنا في غزة ، من أجل تعزيتهم ، و تقويتهم في هذه الظروف العصيبة ظروف مأساوية ، نسأل الله أن يكون معهم في هذه الأوقات ، مع تمنياتنا مجدداً ، مع تمنياتنا مجدداً ، و تأكيدنا الدائم ، بأن مطالبتنا الأساسية هي ، أن تتوقف هذه الحرب ، أن يتوقف هذا العدوان ، حقناً للدماء ووقفاً للدمار