دعماً للنساء الفلسطينيات عامة، ونساء غزة خاصة، واستنكاراً لما يجري في غزة، نظّمت الهيئات النسائية في جمعيات المنتدى الإسلامي الوطني مؤتمراً صحفياً يوم الإثنين 27/11/2023 في قاعة نقابة الصحافة حضره حشد من مشايخ، وممثلات الجمعيات الإسلامية والأهلية وفعاليات.
بداية، وقوفاً دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة، فالنشيد الوطني اللبناني. ثم رحّبت عريفة الحفل هنادي الشيخ نجيب بالحضور وألقى ممثل نقيب الصحافة عوني الكعكي، السيد فؤاد الحركة، كلمة أرسل من خلالها تحية نساء بيروت المقاوِمة واللبنانيات إلى النساء الغزّاويات المكافِحات الصامِدات في وجه المجرمين الخونة في القطاع الإسرائيلي المجرم. وأن محاولة بعض الجماعات اليهودية المتطرفة باقتحام الأقصى الشريف تُشكِّل استفزازاً ليس للفلسطينيين فحسب، بل للمسلمين والمسيحيين في مشارق الأرض ومغاربها. وتمنى باسم النقيب للهيئات النسائية التوفيق والنجاح. تلاه كلمة رئيس المنتدى الإسلامي الوطني السيد جميل قاطرجي جاء فيها: “نرحِّب بكم جميعاَ ونُثمِّن تلبيتكم دعوة الهيئات النسائية في جمعيات المنتدى الذي يضم أكثر من اثنتي عشرة جمعية فاعلة في بيروت والمناطق.” وأضاف أن أحد أسرار صمود غزّة ومقاومتِها البطلة وشعبها الشجاع هو المرأة الغزّيّة، التي تنجب الأطفال وتربّي الأجيال وتفخر بالشهداء، وأن جيل غزة المُقاتِل هو الجيل الذي رضع الجهاد من أمهات مجاهِدات، اللواتي هنَّ هدف حربي مباشر للصهاينة. وقال: “إن المنتدى الإسلامي الوطني يتوجَّه بكل التقدير والوفاء وبالتحية الخالصة الممزوجة بالعز والفخار لأختنا في غزة، فهي المُجاهِدة الصابرة المربية؛ جدَّة وأماً وبنتاً وزوجة وأختاً.”
ثم ألقى الطفل يوسف الحاج علي قصيدة من وحي المناسبة. وتلَت الإعلامية هنادي الشيخ نجيب بيان الهيئات النسائية تحت عنوان “أمهات النضال… صمود وثبات”، ومما جاء فيه: “كل التحيات والافتخار والإكبار من نساء بيروت المقاوِمة ومن اللبنانيات، إلى النساء الفلسطينيات الغزّاويّات المضحِّيات البطلات. تمرُّ عليكُنَّ أيام صعبة، بل هي الأشرس على مرِّ التاريخ لما تتعرض له الأسر الآمنة من قصفٍ همجي متعمَّد بتدميرٍ وحشي للمباني المأهولة، وبالقضاء على أسَرٍ وأحياءَ بأكملها. لقد كنتُنَّ ولا زلتُنَّ تُسَطِّرن أروع النماذج النضالية في تنشئة الأبناء والبنات على العِزة وحبِّ فلسطين، لله دَرّكن أيتها العربيات الفلسطينيات الغزاويات المُرابِطات. فمن هنا… من بيروت المتألمة والمتفاعلة، نفتخر بكن ونقدِّم تقديرَنا وحبَّنا لكُنَّ وإعجابَنا بثباتِكُنَّ العظيم في وجه المحتل المختلِّ المعتلِّ والأذلّ… إنَّ رقِيَّ جهادِكن يتميَّز بتربيتكِن الصالحة وبمساندتكِن في تحضير نشءٍ مؤمنٍ بالله وبالنضالِ في سبيل نصرة قضيته المحِقَّة بكل صمودٍ كفاحِيٍّ حتى التحرير، وبكل ثباتٍ أسطوريٍّ حتى الشهادة. لقد قدمتُنَّ للأمَّةِ أبطالَ اليومِ المجيدِ الذي لن ينسى يوم السابع من تشرين الأول / نوفمبر يومَ طوفانِ الأقصى الشريف، يومَ هزيمةِ المحتلِّ وانفضاحِ مَكرِ أعوانِه المجرمين ليستشرِسوا في قتل الأبرياء العُزَّل بإبادةٍ وحشيةٍ وبعقابٍ جماعيٍّ كافر، وبتهجيرٍ مُمَنهجٍ لتحقيقِ مشروعٍ دولتِهم المزعومةِ الملعونة. لقد نَسَوا أنَّ فلسطينَ ولّادة وغَزة قلادة، وتحريرُ الأقصى دربُ عبادة، مع التذكير بقولكن: “يحلمون باستسلامنا وتراجُعِنا، ونَعِدُهم بإذلالِهم واقتلاعِهم”.
وتوجهت أيضاً بالتحية والتقدير إلى الأمهات اللبنانيات على تضحياتهن الجِسام لتحرير الأرض ودعم القضية الفلسطينية، وإلى شجب استهداف الإعلاميين والصحفيين بالقصف المتعمَّد أثناء أداء واجبهم المهني. وشدَّدت على التزام دول العالم كافة بحقوق وحماية الإنسان في كل مكان بناء على القرارات الدولية في حماية المدنيين والنساء والأطفال والإعلاميين.
واستنكر البيان انتهاك اسرائيل لجميع القرارات والقوانين الدولية والإنسانية وبما تقوم به من فظائع ومجازر لا يمكن وصفها إلا بجرائم حربٍ وإبادةٍ متعمَّدة للأطفال والنساء والشيوخ مع المطالبة على مقاضاتها أمام المحكمة الجنائية الدولية وأمام المحافل القانونية العالمية، كما استنكر الدعم العنصري اللاأخلاقي لإجرامِ المحتلِّ من بعض الدول إزاء ما يجري على أرض غزة وفي المدن الفلسطينية الأخرى، وكذلك ازدواجية المعايير فيما يخص يَخُص حقوق الإنسان وفشل المجتمع الدولي في حماية الأبرياء والقِيَم العالمية، والازدواجية الفاضحة في المعايير التي تمارسها بعض الحكومات الغربية ووسائل إعلامِها في تشويه الحقائق، والصمت المريب حيال ما ترتكبه آلة الحرب الإسرائيلية في غزة الصامدة. وحمّل البيان المجتمع الدولي مسؤولية حفظ السلام وضرورة التحرُّك الدائم لتوفير الحماية للمدنيين، ومَنعِ المزيد من المجازر التي تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ والعُجَّز، وإعلان الوقف الفوري للحرب ودخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة المظلومة عبر فتح كل المعابر دون أية شروط. وتوَجّه إلى القادة العرب والمسلمين لتفعيل وِحدَتِهم وتجميع قواهم، واتّخاذ قراراتٍ صارمةٍ وفورية؛ وبالثناء والاحترام إلى كل الحكومات والشعوب الشريفة التي وقفت مع شرعية مقاوَمة المحتل، وأصرَّت على معاقبته على جرائمه الشيطانية، وقامت بسحب سفرائها وأقفلت سفاراتِ العدو الغاشم لديها.
ولفت البيان إلى ترافق يوم الطفل العالمي وما يحمِله من ضمان حقوق الأطفال في كل مناحي الحياة، مع ما يجري للأطفال في غزة على مرأى من العالم من قصف وقتل وتشرّد ما سيُشعِل نيران الغضب في الأجيال القادمة حتى التحريرِ الكاملٍ لفلسطين العربية. كما توَجَّه بالتحية إلى أهلنا في فلسطين الصامدة على صمودِهم المُشرِّف وتَمسُّكِهم بأرضهم المقدَّسة الطاهرة. مع الوعد ببذل كل جهد لدعم صمود غزَّة وأهلِها وطنياً وعربياً ودولياً.