كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس)
أوجه نداءً عاجلاً إلى قداسة البابا ، وإلى كل الرئاسات والمرجعيات الروحية المسيحية والإسلامية في العالم
إعداد: ربا يوسف شاهين
عندما تحتفلون ، وعندما تزينون بيوتكم وعندما تأكلون و تشربون ، تذكروا أن في غزة هنالك أبرياء مدنيين يموتون من الجوع يموتون
من قلة الطعام والماء لاسيما الأطفال الذين يتضورون جوعاً.
◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
ايها الإخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء
اخاطبكم مجدداً في صبيحة هذا اليوم الأحد من كنيسة القيامة في القدس القديمة ، في هذه الأيام الأليمة والحزينة التي نعيشها ، وفي ظل ما يتعرض له أهلنا في القطاع الحبيب ، وكذلك في الضفة الغربية وفي القدس فإننا نرفع الدعاء في هذا المكان المقدس في صبيحة هذا الأحد المبارك نصلي من أجل شعبنا ، نصلي من أجل غزة بنوعٍ خاص ، غزة المكلومة و المنكوبة ، ونصلي من أجل ان يتوقف هذا العدوان الهمجي الذي أدى إلى كثيرٍ من المآسي الإنسانية في غزة بنوعٍ خاص ، وهي معاناةٌ و مأساةٌ لا يمكن وصفها بالكلمات.
البارحة تم الاعتداء على محيط كنيسة العائلة في غزة ، وهنالك شهداء ، وهنالك جرحى من الأحباء والأبناء ، الذين لجؤوا إلى هذه الكنيسة منذ بدء الحرب ، وقبل عدة اسابيع كان هنالك اعتداءٌ على كنيسة القديس “بورفيريوس” الأرثوذكسية التاريخية ، وهذا العدوان أدى إلى ارتقاء عددٍ من الشهداء ، من أبنائنا و أحبائنا الذين كانوا داخل ساحة الكنيسة .
أقول هذا لكي أؤكد للجميع ، بأن هذا العدوان لا يستثني أحداً على الإطلاق ، كما تُستهدف المساجد ، تُستهدف الكنائس ، وكذلك المستشفيات .
البارحة ، كانت هنالك تعديات مروعة ، على مستشفيات وعلى مرضى وعلى جرحى ، وفي مشهدٍ يدل على بشاعة هذا العدوان ، وهذا الاحتلال الغاشم .
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
ايها الأحباء ومن داخل كنيسة القيامة ، حيث سيبتدئ بعد قليل القداس ، أود أن أقول :
بأن العالم بأسره ، مطالبٌ اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، من أجل العمل على وقف هذا العدوان ، كان هذا يجب أن يكون ، منذ زمن
ولكن و يا للأسف ، المعتدون هذا الاحتلال ، ومن هم معه ، لم يسمعوا أية صرخة أو نداء أو مناشدة أو مبادرة تقول اوقفوا الحرب أوقفوا العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار .
اليوم ومع هذا الكم الهائل من الدمار و الشهداء والدماء والآلام والأحزان والمعاناة ، هنالك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى ، من أجل وقف هذه الحرب ، لم يعد من الممكن أن تبقى وأن تتواصل هذه الحرب ، وهذا العدوان الهمجي على شعبنا .
من هنا من قلب مدينة القدس ، ومن أهم الأماكن المقدسة المسيحية في العالم ، كنيسة القيامة وفي هذه الأيام ، التي يستعد فيها المسيحيون في مشارق الأرض ومغاربها ، للاحتفال بعيد الميلاد .
◾ أكد سيادة المطران عطاالله حنا:
أوجه نداءً عاجلاً إلى قداسة البابا ، وإلى كل الرئاسات والمرجعيات الروحية المسيحية في العالم شرقاً وغرباً بضرورة إطلاق مبادرة وموقف واضح اليوم اليوم وليس غداً
مطالباً بوقف هذا العدوان وهذه الحرب.
المرجعيات الدينية المسيحية مطالبة بإطلاق موقفٍ واضحٍ لا لبس فيه يطالب بأن تنتهي هذه الحرب وان يتوقف هذا العدوان .
لا يمكننا ، لا يمكننا ولا يجوز للكنائس والمرجعيات الروحية في العالم ، أن تكتفي فقط بإطلاق بعض البيانات الخجولة ، وإضاءة الشموع والصلاة من اجل السلام ، طبعاً كل هذا جيد ، ولكن اليوم هنالك حاجة من أجل مواقف أكثر فاعلية ، و وضوحاً و جرأةً طبعا نحن نتمنى من كل الكنائس ، أن تصلي من أجل فلسطين ، من أجل غزة ووقف الحرب فيها .
ولكن ومع الصلاة والدعاء ، نحن نريد أيضاً مواقف جريئة ، منددة بهذا العدوان و رافضة لهذه الحرب ، ومطالبة بان تتوقف سريعاً سريعاً سريعاً.
◾واضاف سيادة المطران عطاالله حنا
هذا النداء أوجهه من كنيسة القيامة ، لكل القيادات الكنسية المسيحية في العالم ، ولا أستثني منها أحد على الإطلاق ، وكذلك المسيحيين في العالم أقول لهم :
عندما تحتفلون ، وعندما تزينون بيوتكم ، وعندما تأكلون و تشربون ، تذكروا أن في غزة هنالك أبرياء مدنيين ، يموتون من الجوع ، يموتون
من قلة الطعام والماء ، لاسيما الأطفال الذين يتضورون جوعاً.
تذكروا المتألمين و المظلومين في العيد ، تذكروا أن فلسطين هي أرض الميلاد ، هي الأرض التي احتضنت هذا الحدث العظيم ، الذي تحتفلون به في هذه الأيام المباركة والمقدسة.
◾وشدد سيادة المطران عطاالله حنا:
طبعاً ندائي أوجهه لكل المرجعيات الروحية المسيحية والإسلامية ، ولكل إنسان حر ، حتى القيادات الدينية اليهودية الغير متصهينة ، ونحن نسمع أصواتاً جريئة وقوية من هؤلاء ، تنادي بوقف الحرب ، كل الأحرار في العالم ، مسيحيين ومسلمين ويهود ، مطالبين اليوم بأن يكون هنالك حراك وموقف واضح وجريء ، مطالب بوقف هذا العدوان وهذه الحرب الهمجية .
أحبائي ، ومن هنا ومن قلب القدس النابض ، و معاً وسوياً في هذا المشرق العربي ، وفي العالم بأسره ، كل إنسان مؤمن ، كل إنسان حر معاً وسوياً نرفع الصوت عالياً ، منادين ومطالبين
أوقفوا الحرب أوقفوا العدوان
حقناً للدماء ووقفاً للدمار