في إطار مشروع تعزيز الشّرطة المجتمعيّة في لبنان المموّل من الإتحاد الأوروبي، أقيم بتاريخ 15-12-2023 في مدرسة القلب الأقدس- الجمّيزة، حفل يهدف إلى تعزيز العلاقة بين المجتمع المدني ومؤسّسة قوى الأمن الداخلي، وذلك من خلال إقامة نشاطات توعوية، كما تم في خلال الحفل، تدشين حائط ثكنة محمد ناصر الذي انهار من جرّاء انفجار مرفأ بيروت، وزيارة لمبنى سرية بيروت الإقليمية الثالثة النموذجية التي تتضمّن فصيلتَيْ النهر والجمّيزة، للاطّلاع على أعمال الترميم القائمة في المبنى. وتخلّل الحفل رسم لوحة على حائط المدرسة من قبل التلامذة وعناصر قوى الأمن الداخلي، تُجَسِّد مبدأ الشرطة المجتمعية، وإقامة معرض توعوي لطلاب المدرسة لكافة الفئات العمرية بمواضيع السلامة المرورية، الشرطة المجتمعية، والأمن السيبراني. كما وأقيم حفل موسيقي شاركت فيه موسيقى قوى الأمن الداخلي وجوقة من تلامذة المدرسة، أُنشِدَ في خلاله ترانيم ميلادية. وقد ولاقى الحفل إعجابًا وتفاعلًا كبيرًا عند الأساتذة والتلاميذ من جرّاء الأنشطة التّوعويّة التي أُقيمت، ومن خلال مشاركتهم مع موسيقى قوى الأمن.
حضر الحفل العميد بلال الحجار قائد معهد قوى الأمن الداخلي ممثّلاً اللواء المدير العام، سفيرة الإتحاد الأوروبي السّيّدة “Sandra de Waele”، السفير الإسباني في لبنان السّيّد “Jesus Santos Aguado”، الأخ الزائر حبيب زريبي مسؤول مدارس أخوة المدارس المسيحية في الشرق، مدير مدرسة القلب الأقدس – الجميّزة الأستاذ رودولف عبّود، رئيس وحدة الإدارة المركزية وكالة العميد أنطوان الحلو، رئيس شعبة العلاقات العامة العميد جوزاف مسلّم، قائد سرية بيروت الإقليمية الثالثة العميد مصطفى بدران، آمر فصيلة الجميّزة الرائد فادي توما، ممثّلون عن مشروع تعزيز الشرطة المجتمعية في لبنان، ممثل عن جمعية “Live Love”، وعدد من ضباط قوى الأمن الداخلي، وأساتذة وطلاب المدرسة.
تُليَت خلال الحفل كلمات، جاء في مختصرها التّالي:
كلمة سفيرة الإتّحاد الأوروبي:
يتجاوز هذا المشروع إعادة التأهيل المادي لمراكز الشرطة في الحي أو الدعم المادي لقوى الأمن الداخلي. ومن خلال هذا المشروع، يحاول الاتحاد الأوروبي تقريب قوات الشرطة من المجتمع. يحتاج لبنان أكثر من أي وقت مضى إلى مؤسسات دولة قوية تكون فعّالة وشفافة وخاضعة للمساءلة أمام مواطنيها، مع احترام أساسي لحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون.
كلمة ممثل اللواء عثمان، العميد الحجّار:
بداية، اسمحوا لي، وأنا أمثل حضرة اللواء عماد عثمان المدير العام لقوى الأمن الداخلي في المشاركة في هذا اليوم الذي يجسّد مفهوم الشرطة المجتمعية بامتياز، أن أشكركم جميعًا، مؤكّدين استمراريّتنا في تطوير الشراكة مع المجتمع المدني بكل أطيافه في سبيل حماية الوطن والمواطن.
اليوم نلتقي في نشاط ثقافي توعوي، حيث يتجسد الإبداع على جدران مدرسة القلب الأقدس في الجميزة برسوم وطنية شارك في انجازها طلاب المدرسة وعناصر من قوى الأمن الداخلي، فرسموا عنصر قوى الأمن وعلم لبنان مؤكّدين على تلاحم قوى الأمن والشباب في رسم مستقبل الوطن بألوان مشرقة وأفكار خلّاقة.
إن ما يعزّز التجربة الثقافية والإبداعية هذا العرض الموسيقي مع موسيقى قوى الأمن الداخلي وجوقة المدرسة، إضافة لذلك حملات توعية ستجرى في المدرسة عن السلامة المرورية، الجرائم الإلكترونية، والشرطة المجتمعية.
إضافة إلى ذلك، سنقوم بزيارة ميدانية لتفقد أعمال الترميم في مبنى السرية الإقليمية الثالثة في بيروت التي هي على مسافة بضعة أمتار من المدرسة والتي تجسّد صورة الشرطة المجتمعية بأبهى صورها.
إنها ليست المرة الأولى التي أتشرّف فيها بتمثيل حضرة اللواء المدير العام لقوى الأمن الداخلي في مشروع الشرطة المجتمعية في لبنان، ولكن ما يميّز هذا اليوم أنه يعقد صلة وصل متينة بين قوى الأمن الداخلي ومدرسة عريقة من مدارس لبنان، أعني مدرسة القلب الأقدس، مع ما يمثّله هذا التعاون من رمزية خاصة مرتبطة بأهمية الأجيال الصاعدة من شباب لبنان الذين هم ثروة فكرية ومجتمعية على غير صعيد. فهم عماد الوطن الذين نعقد عليهم الآمال في إحداث التغييرات الإيجابية الهادفة. كيف لا، وهم صنّاع حاضر الوطن ومستقبله.
وأخيرا” لا يسعني إلا أن أتقدّم بالشكر باسم اللواء المدير العام للقيّمين على مشروع تعزيز الشرطة المجتمعية في لبنان المموّل من قبل الاتحاد الأوروبي، ولمدرسة القلب الأقدس ولجميع الحضور، آملين مستقبلا” المزيد من التعاون الذي يصبّ في رفع لواء الأمن والمعرفة لمصلحة وطننا الحبيب.
كلمة الأخ الزائر حبيب زريبي:
إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم، باسم معهد إخوة المدارس المسيحية الذي أتشرف بالانتماء إليه والذي أتشرف بكوني الرئيس الإقليمي له، أن أرحب بكم في هذا أكثر من تأسست هذه المنشأة منذ قرن من الزمان، وسوف تحتفل هذا العام بمرور 130 عامًا على تأسيسها.
هذه المؤسسة التي حددت هدفها الرئيسي التعليمات التي قدمها مؤسسنا القديس جان بابتيست دي لا سال في عام 1680 لتلاميذه: تكوين مواطنين صالحين في الدولة والكنيسة.
وهذا ما نسعى لعيشه كل يوم، معتبرين أولاً أن كل تلميذ في المدرسة اللاسالية هو شخص فريد ومستقل، وليس رقمًا بسيطًا في الفصل، وقد ائتمننا عليه الله نفسه. إلى هذا الإنسان الفريد، نسعى جاهدين لتقديم تعليم متكامل لا يهتم فقط بالنتائج الأكاديمية، نعم إنها مهمة ومن المهم أن تكون نتائج طلابنا في الامتحانات الرسمية ممتازة دائمًا، بل تغرس فيه أيضًا القيم الإنسانية والمجتمعية. القيم التي تشكل شخصية الإنسان وتقويه لمواجهة مطبات الحياة. لأنه بالنسبة لنا، نحن اللاساليين، واتباعًا لمؤسسنا القديس، فإن للإنسان قيمة لا متناهية. نعم الإنسان، كل إنسان دون أي استثناء أو تمييز له قيمة لا متناهية. ومن أولى القيم التي نغرسها في نفوس طلابنا هو الاحترام والتضامن: احترام الوطن، احترام الطبيعة وقبل كل شيء احترام الآخرين في اختلافهم. يجب أن أحترم الآخرين كما هم، وأن أعمل معهم كما هم، مع اختلافاتهم، وليس كما أريدهم أن يكونوا! إذا كانت الثورة الفرنسية قد أعلنت حقوق الإنسان في عام 1789، وقامت الأمم المتحدة بتعديل ميثاق حقوق الإنسان في عام 1948، فإن دي لا سال قد سبقهم جميعا، ولكن دون إعلان، من خلال إرساء حقوق الطفل في المدارس اللاسالية منذ عام 1680. وهذا التعليم هو الذي أعطى لبنان 3 رؤساء للجمهورية طلاب هذه الكلية م.م. كميل شمعون والياس سركيس وميشال عون، وعشرات النواب والوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال، في لبنان والخارج. وسيكون من الصعب ذكر كل هذه الأسماء. إنها طريقتنا في وضع أنفسنا في خدمة الدولة ومواطنيها والإنسانية.