
أطلقت الجامعة الأنطونية والاتحاد اللبناني لكرة السلة الشهادة الجامعية لمدربي كرة السلة خلال حفل حاشد أقيم في مقر الجامعة الرئيسي في بعبدا-الحدث.
وحضر الحفل ،الذي تم خلاله توقيع اتفاقية تعاون، عضو لجنة الشباب والرياضة البرلمانية النائب غسان عطالله، النائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس الاتحاد اللبنانيّ لكرة السلّة أكرم الحلبي، الأب المدبّر إبراهيم بو راجل ممثل الرئيس العام للرهبانيّة الأنطونيّة، رئيس الجامعة الأنطونية الأب ميشال السغبيني، رئيس اتحاد المبارزة جهاد سلامة، رئيس اتحاد الريشة الطائرة جاسم قانصوه، نائب رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة نديم حكيم، أمين عام الجامعة الأب زياد معتوق، نائب رئيس الجامعة للتنمية البشرية المتكاملة الأب جان العلم، المدبرون، أعضاء اللجنة الإداريّة للاتحاد اللبنانيّ لكرة السلّة،رؤساء الأندية والمدرّبون ولاعبو كرة السلّة، العمداء ورؤساء الأقسام والأساتذة والطلّاب، فريق النادي الأنطوني للرجال بكرة السلة وجهازه الاداري والفني وحشد من رجال الصحافة والاعلام.
وفي ظل تنظيم لافت، انطلق الحفل بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيبية من عريفة الحفل الاعلامية غاييل خوري رحبّت فيها بالحاضرين باسم الجامعة الأنطونية ثم عُرض فيديو عن كلية العلوم الرياضية في الجامعة الأنطونية.
الرئيس السغبيني
الكلمة الثانية للأب الرئيس ميشال السغبيني جاء فيها
“يسعدني اليوم ويشرّفني أن أرحّب بكم جميعًا في ربوع الجامعة الأنطونيّة التي اعتمدت الرياضةَ أسلوبًا من أساليب التربية منذ بداية نشأتها؛ فهي تحمل إرثًا بدأ منذ حوالي 50 عامًا على هذه التلّة الأنطونيّة (24/ 2/ 1975 بموجب العلم والخبر رقم 53/اد). ثم ما برح هذا الإرثُ أن أصبح ضمن برامج الجامعة الأنطونيّة، ليشكّل حاليًّا كلّيّةَ علوم الرياضة.
فالرياضة في الجامعة الأنطونيّة هي من أركان مقوّماتها التي أصبحت عملًا أكاديميًّا بامتياز، يهدف إلى تخريج طلّاب متفوّقين في المجال الرياضيّ سواء كمدرّسين، أو مدرّبين أو مديرين أو مستشارين أو حكّام رياضيّين أو حتّى باحثين. وبما أنّنا نعمل لا أكاديميًّا وحسب، بل تربويًّا أيضًا، فطلّابنا يتنشّؤون على قيم أخلاقيّة تساعدهم في العمل الاجتماعيّ والوطنيّ مثل التطوّع واحترام الذات والآخر، واحترام التنوّع والتعدّدية والكرامة الإنسانيّة، بالإضافة إلى الأصالة والتميّز.
قبل الدخول في موضوع لقائنا هذا المساء، إطلاقِ شهادةٍ جامعيّة للتدريب في كرة السلّة، يمكننا القول أنّ الرياضاتِ عامّة وتلك الجماعيّةَخاصّة، مثلَ كرة السلّة، هي من أهمّ العوامل التي تنمي فينا روح الوحدة الوطنيّة، بخاصّة عندما نقف في بداية أيّ مباراة لننشد معًا النشيد الوطنيّ؛ فالرياضةُ هي أيضًا مدرسةٌ في الوطنيّة، لا بل في العالميّة عبر المشاركة في المباريات الوطنيّة والاقليميّة والدوليّة. ونشرُ ثقافة الرياضة يعني السعيَ لجعل الإنسانيّة تنمو في أفضل قيمها وأصدقِها، بحيث أن الرياضيَّ يتدرّب على نبذ كلّ أشكال الاقصاء والعنف، وعلى قبول الاختلاف.
من هنا يأتي دورُ الجامعةِ التعليميّ والتربويّ لينشّئَ على القيم والأخلاق، على المواطنة والانفتاح، على خدمة المجتمع وروح الانتماء. ويتكامل دور الجامعة مع دور الاتحاد الذي يتمتّع بالشخصيّة الاعتباريّة، ويجمع الأندية والهيئات الرياضيّة والشبابيّة، وينظّم المباريات والأنشطة وينسّق بينها، ساعيًا إلى نشر اللعبة ورفع مستواها التقنيّ والفنّي.
إن العمل الجامعيّ، كما يعلم الجميع، يقوم بشكل خاصّ على التعليم والأبحاث والخدمة؛ فتجسيدًا لرسالة الخدمة التي عليها أن تؤدّيها تجاه المجتمع والوطن، شاءت الجامعة الأنطونيّة بالتعاون مع الاتحاد اللبنانيّ لكرة السلّة أن تضع معارفَها وخُبُراتِها، برامجَها وتقنيّاتِها بخدمة المجتمع الرياضيّ اللبنانيّ، ساعيةً عبر هذه المبادرة إلى تجاوز الإطار التقليديّ الجامعيّ كي تُحدث تأثيرًا مباشرًا في المجال الرياضيّ.
إن برنامج التدريب هذا يهدف إلى تخريج جيل جديد من المدرّبين الذين سيجمعون بين الخبرة الفنّيّة والأسس النظريّة الصلبة، لضمان استدامة واستمرار تطوّر كرة السلّة اللبنانيّة نحو أعلى المعايير والأهداف. فمن خلال التعاون مع الاتحاد الذي أثبت تفوّقه على المستوى الإقليميّ، ومن خلال تجميع مواردنا الفكريّة مع خبرات الاتحاد الميدانيّة، تُرسي هذه الشهادة معيارًا جديدًا في التدريب الرياضيّ في لبنان، من خلال دمج أحدث التطورات التعليميّة مع أفضل الممارسات على أرض الواقع.
وبهذا الفعل، تؤكّد الجامعة على دورها المجتمعيّ بتقديم تنشئةٍ اختصاصيّةٍ وتدريبٍ مِهَنيٍّ ومنهجيٍّ للشباب اللبنانيّ في مجال التدريب الرياضيّ، كما أنّها تستجيب عبر هذا البرنامج إلى إحدى حاجات القطاع مُحَوِّلةً الشغف بكرة السلّة إلى فرصة وظيفيّة احترافيّة. وكما هو حالها مع العديد من الشركاء، تتحوّل الجامعة مرّة أخرى إلى شريك استراتيجيّ للاتحادات والجمعيّات الرياضيّة اللبنانيّة؛ فيشكّلُ طاقمُنا الأكاديميّ بـمُجمله رافعةَ تطوير للاتحادات والجمعيّات التي تسعى إلى إضفاء الطابع المهنيّ على برامجها.
في الختام لا يسعني إلّا أن أشكركم جميعًا مرّة أخرى على حضوركم، وأن أشكر كلّ من سعى للوصول إلى هذه اللحظة لإطلاق هذه الشهادة، وكلَّ مَن عملوا لنجاح هذا الاحتفال الرائع؛ راجيًا أن نَجْهدَ دائمًا في جعل الرياضةِ علامةَ رجاءٍ ومدرسةَ أخلاق ومختبر إنسانيّة،وأن نسعى من خلالها لبناء وطن يغتني بتعدّديتّه ووحدته، ويفتخر بشبابه وعالميّتهم”.
ثم عرض فيديو عن مبادرة كلية العلوم الرياضية على صعيد المجتمع ودورها.
الرئيس حلبي
الكلمة الثالثة لرئيس اتحاد كرة السلة أكرم حلبي جاء فيها “اشكر الجامعة الأنطونية برئاسة الأب ميشال السغبيني على هذا الحفل الرائع ولاطلاق الديبلوم الجامعي واود ان اشكر القيّمين على هذا الديبلوم ومنسّق الديبلوم جهاد صليبا. ان الديبلوم الجامعي كان حلماً يراودنا منذ فترة طويلة وكرة السلة اللبنانية وصلت الى العالمية بفضل منتخباتها وانديتها. لقد أولينا كاتحاد أهمية للسلك التدريبي وبدأنا بتخريج مدربين. هنالك مدربين جيدين ومدربين غير جيدين لكن لم تكن هنالك تنشئة صحية للاعبين. والفكرة بدأت مع امين عام الجامعة الأب زياد معتوق ورئيس أكاديمية المدربين جهاد صليبا،خاصة ان الجامعة الأنطونية لديها خبرة عقود في القطاع التعليمي الرياضي.حلمنا ونحلم بوصول المدربين اللبنانيين الى العالمية. وأريد ان اتطرّق الى أمر هام: اشخاص يعملون لانشاء اتحادات وأندية وهمية لوضع اليد على الرياضة اللبنانية وعلى اللجنة الأولمبية وسنتصدى لهم. نحن نريد النجاح وانتم ستفشلون”.
الطاولة المستديرة
ثم انطلقت الطاولة المستديرة التي ادارها الاعلامي فارس كرم وضمّت امين عام اتحاد غرب آسيا وامين عام الاتحاد اللبناني لكرة السلة المحامي شربل ميشال رزق ومنسق الديبلوم الجامعي ورئيس اكاديمية المدربين في اتحاد كرة السلة جهاد صليبا والمدرب الوطني جو مجاعص. وتحدث رزق عن الرؤية التطويرية لاتحاد كرة السلة وانتقال العمل الاداري التطوعي الى عامل الاحتراف. وقال: “نحن امام مرحلة لتخريج 200 حكم”. وتابع “اما على صعيد المباريات فكانت تقام 600 مباراة سنوياً في السابق والآن تقام 11300 مباراة وهو رقم كبير وهدفنا الوصول الى تسجيل 50 ألف لاعب لدى الاتحاد”. وتطرق رزق الى نجاح البطولة المدرسية تحت اشراف الاتحاد بمشاركة أكثر من 140 مدرسة في فئتي الذكور والاناث. واردف “على صعيد المدربين انشأنا اكاديمية المدربين في الاتحاد وها نحن نطلق الديبلوم الجامعي بالتعاون مع الجامعة الأنطونية”. بدوره قال صليبا “لقد أولى اتحاد كرة السلة اهمية للشق التدريبي وترأستُ لجنة المدربين لتأهيلهم وبدأ التخطيط عام 2020 واشكر رئيس واعضاء الاتحاد على ثقتهم بي. التنسيق قائم مع الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا) حول موضوع المدربين. اود الاشارة الى ان الديبلوم الجامعي هو الأول في الشرق الاوسط واريد توجيه الشكر الى القيّمين على الجامعة الأنطونية لإطلاق هذا المشروع. واود ان اشير الى انه يمكن للمدربين اللبنانيين الحاصلين على الديبلوم الجامعي ان يدربوا في الخارج بدءاً من الدول العربية. اهمية الديبلوم انه يندرج في سياق تطوير الاتحاد للسلكين التدريبي والتحكيمي. وسيجري فتح التسجيل في الأول من شهر آذار المقبل على ان تنطلق الدراسة في بداية شهر نيسان المقبل”.
وتحدث المدرب جو مجاعص فقال “اطلاق الديبلوم الجامعي خطوة ممتازة وكرة السلة اللبنانية وصلت الى المدى العالي فالتدريب بات علماً واختصاص ويبدأ من تدريب النشء الطالع على كرة سلة صحيحة. اتمنى التوفيق للذين سينخرطون في دراسة الديبلوم الجامعي”.
ثم جرى توقيع الاتفاقية بين الأب السغبيني وحلبي وسط تصفيق الحاضرين.
وقدّم الأب السغبيني هدية تذكارية الى الحلبي عربون محبة وتقدير.
وفي الختام اقيم حفل كوكتيل على شرف الحاضرين.