سيادة المطران عطا الله حنا : نتساءل مع المتسائلين إلى متى سوف تستمر هذه المحنة المروعة وهذه الحرب الهمجية ؟!
إعداد ومتابعة: ربا يوسف شاهين
رسالة إنجيلنا في هذا العالم هي رسالة انسانية ومحبة ورحمة لا حدود لها
قال سيادة المطران عطا الله حنا من القدس المحتلة :
بأنه وبعد مرور 112 يوما على الحرب فإن الغالبية الساحقة من سكان غزة أصبحوا لاجئين و نازحين في بلدهم أما أعداد الشهداء فقد تجاوزت ال26000 ناهيك عن أولئك الذين ما زالوا تحت الأنقاض وما أكثر الطموحات والأحلام التي طمرت تحت الركام وما زالت المعاناة مستمرة ومتواصلة .
وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا متسائلاً :
نتساءل مع المتسائلين إلى متى سوف تستمر هذه المحنة المروعة وهذه الحرب الهمجية ؟!
التي حصدت أرواح الأبرياء ودمرت وخربت ولم تُبقي حجراً على حجر، فغالبية الأبنية في غزة قد دمرت في إطار سياسة العقاب الجماعي والتدمير الممنهج وكأن الهدف من هذه الحرب هو تدمير كل شيء ، وعدم الإبقاء على أي من مقومات الحياة في غزة الأبية.
واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
و الأنكى من ذلك أن كل هذا يحدث والعالم يتفرج علينا باستثناء بعض البيانات والمواقف الخجولة التي نسمعها ، وطبعاً نحن نقدر موقف جنوب أفريقيا وغيرها من الدول الصديقة فنحن أوفياء لكل من يقول كلمة حق في هذا الزمن الرديء.
ولكن ويا للأسف فإن غالبية الحكام في الغرب هم داعمون و مؤازرون لهذا العدوان والذي نتمنى أن ينتهي وأن يتوقف سريعا .
وتمنى سيادة المطران عطاالله حنا:
نتمنى بأن تنجح كافة المبادرات الهادفة لوقف الحرب فلم يعد باستطاعتنا تحمل هذه المأساة المروعة .
كان الله في عون أهلنا في غزة المنكوبة الذين يتعرضون لهذه الحرب العدوانية الشرسة دون أي وازع إنساني أو أخلاقي .
وكان قد دعا سيادة المطران عطاالله حنا كافة الأباء الكهنة في كنائس هذه الأرض المقدسة “فلسطين المحتلة” قائلاً:
ادعوا كافة الأباء الكهنة في كنائسنا في هذه الأرض المقدسة الى تكثيف الصلوات والأدعية من أجل أن تتوقف هذه الحرب التي يتعرض لها أهلنا في غزة .
وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
إن الموقف المسيحي يجب إن يكون نابعاً من قيمنا الإنسانية والروحية و الإيمانية وهو موقف رافض للحروب وثقافة الموت والدمار والخراب .
وما يحدث في غزة اليوم لا يمكن ان يقبله أي إنسان متحلٍ بالقيم الإنسانية والأخلاقية والروحية النبيلة .
من المؤسف أن نرى بعضاً ممن انحرفت بوصلتهم وهم يؤيدون الحرب و يبتهجون ويرقصون طربا وهم يشاهدون الدمار والخراب.
فهذا موقف غير انساني وغير أخلاقي ولا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال .
نقول للمسيحيين في هذه الديار :
بأن ايمانكم و قيمكم تحثكم دوماً على أن تكونوا منحازين لكل إنسان مظلوم و معذب فكم بالحري عندما يكون هؤلاء المتألمين و المعذبين هم من أبناء جلدتنا ومن أبناء شعبنا وخاصة في غزة التي تدمر عن بكرة أبيها .
وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
إن وجود بعض الأصوات النشاز لن يؤثر على الموقف المسيحي المبدئي .
فالمسيحيون بغالبيتهم يرفضون الحرب ويصلون من أجل أن تتوقف الحرب ، والتي نتمنى أن تتوقف سريعاً حقناً للدماء ووقفاً للدمار .
ودعا سيادة المطران عطاالله حنا:
أدعو كافة المسيحيين في هذه الديار أن يصوبوا دائماً بوصلتهم في الاتجاه الصحيح وأن تكون نحو القيم الإنسانية والروحية النبيلة
فنحن عندما نرفض الحرب و ننادي بوقف الحرب هذا لا يعني أننا نتبنى نهجاً سياسياً معيناً أو ننتمي إلى تيار سياسي معين .
فنحن لا ننتمي إلى تيارات أو أحزاب سياسية و انتماءنا هو لقيمنا ولإنسانيتنا و روحانيتنا .
ورسالة إنجيلنا في هذا العالم هي رسالة انسانية ومحبة ورحمة لا حدود لها .
صلوا من أجل أن تتوقف الحرب ونادوا من أجل أن تتوقف الحرب ولا تخافوا من أن تقولوا كلمة الحق حتى وإن ازعجت بعض الانتهازيين أصحاب الأجندات الخاصة والمشبوهة .