في لقاء حواري مع طلاب البشائر في بعلبك
فضل الله دعا لإنشاء “جبهة القيم” لحماية المراهقين
استضاف القسم الثانوي في ثانوية البشائر في بعلبك العلامة السيد علي فضل الله في لقاء حواري تحت عنوان” الحوار في الإسلام بين الاطلاق والتقييد” في حضور المدير المشرف على مدارس المبرات في البقاع الأوسط ومدير مبرة الحوراء(ع) الحاج ابراهيم السعيد، مدير مجمع دوحة المبرات التّربوي الرّعائي فضيلة الشيخ فؤاد خريس، مديرة الثانوية الحاجة اعتدال الجمال وطلاب القسم الثانوي.
استهل اللقاء بآيات من القرآن الكريم فالنشيد الوطني تلاه كلمة ترحيبية من منسقة اللغة العربية الأستاذة عبير ياغي التي أدارت الحوار ثم كانت كلمة العلامة فضل الله التي عبر في بدايتها عن شكره وتقديره لهذا اللقاء الذي أتاح الفرصة لأتحدث مع هذا الجيل الرسالي الذي نرى فيه المستقبل الواعد لنهوض هذا الوطن وتطوره فنحن واثقون بالقدرات والطاقات التي تمتلكونها والذي نريده جيلا يملك روحية الانفتاح والتواصل مع الاخر ويؤمن ببناء بلد حر مستقل عزيز.
وأضاف سماحته: المسؤولية التي تقع على عاتقكم كبيرة وصعبة لذلك على كل فرد منكم ان يكون مؤهلا للقيام بالدور المطلوب منه من خلال تعزيز عناصر المعرفة العلمية لديه. فنحن نعيش في مجتمع متنوع الآراء والأديان والمذاهب ما يتطلب منا معرفة صحيحة ودقيقة بالآخر ومن مصادره الصحيحة حتى لا نصدر الاحكام المطلقة بعضنا اتجاه بعض من خلال معلومات مشوهة وغير دقيقة تؤدي إلى التنافر وتزيد من حال الانقسام والشرذمة.
وتابع سماحته: مشكلتنا في هذا الوطن اننا نركز دائما على النواحي السلبية والاختلافات بدلا من التركيز والاضاءة على العوامل المشتركة التي تسهم في بناء مجتمع متماسك تسوده ثقافة الاحترام والتواصل والتلاقي.
ودعا الطلاب إلى عدم تحجيم فكرهم وحصره ضمن اطر خاصة وضيقة بل إلى اطلاقه في الفضاء الواسع مشيرا إلى ضرورة تعزيز ثقافة التنوع ولغة الحوار وقبول الاخر.
وتابع سماحته: الحوار الذي ندعو إليه لا يعني الذوبان أو تقديم التنازلات والتفريط بالمسلمات بل الحوار من منطلق الحفاظ على ثقافتنا وهويتنا والمبني على الاحترام وقبول
الاخر ومناقشته نقاشا علميا ومعرفيا داعيا إلى استخدام الأسلوب الأحسن والكلمة الطبية والفكرة المبنية على الحجة والدليل في حواراتنا بعيدا عن الانفعال والتعصب…
ودعا إلى تعزيز لغة الحوار في العلاقة مع الآخر ممن نختلف معهم، وان نعمل على إزالة الهواجس والمخاوف الَّتي يعيشها كل طرف إزاء الآخر، والتشديد على ما يجمعنا، والعمل معاً لمواجهة التحدّيات التي تواجه الإسلام والمسيحيَّة، إن على صعيد القيم الأخلاقية، أو العدالة، أو القيم الإنسانية …
وأشار سماحته إلى ان هناك من يسعى لتدمير قيمنا ومجتمعاتنا البشرية من خلال الترويج لأفكار غريبة عنها ومنحرفة وكل ذلك تحت ستار مبدأ الحرية معتبرا ان هذا المفهوم غير صحيح فلا يوجد حرية لا تخضع لضوابط مشيرا إلى ان هناك سعي لضرب هذه المفاهيم الإنسانية والأخلاقية والإيمانية واغراقنا بالفوضى المجتمعية وخصوصا الاتجاهات التي تدعو إلى نشر الشذوذ وغيرها من الظواهر السلبية التي تؤدي إلى هلاك البشرية واضمحلالها.
ودعا سماحته إلى ضرورة انشاء جبهة للقيم هدفها التصدي لهذه الظواهر والآفات التي بدأنا نشهد انعكاسها على واقعنا وخصوصا على المراهقين الذين يستدرجون إليها داعيا الأهل إلى إيلاء الأبناء الاهتمام الكافي والرعاية اللازمة لحمايتهم من هذه الأفكار الخطيرة والسلوكيات الشاذة…
وختم كلامه بالدعوة دائما إلى الوقوف مع الحق ضد الباطل مستنكرا الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني معتبرا ان ما حصل في رفح جريمة ضد الإنسانية داعيا المجتمع الدولي والذين يتغنون بحقوق الإنسان إلى التحرك سريعا لايقاف هذه الإبادة.