قصة مدينتين” احتفال بالتآزر الثقافي اليوناني والمصري مابين أثينا والإسكندرية
بحضور دبلوماسي من سيادة السفير المصري باليونان، عمر عامر تم افتتاح مساء امس المعرض الفني “قصة مدينتين” بمتحف الأكروبوليس بالعاصمة اليونانية أثينا، وتحت رعاية وزارة الثقافة المصرية ووزارة الخارجية والسفارة المصرية في اليونان، والذي يقام احتفالا بذكرى الاتحاد اليوناني المصري الذي حدث في أثينا، ويعيد إحياء العلاقات التاريخية والثقافية العميقة التي ربطت بين البلدين على مر القرون، ويستمر المعرض باليونان حتى 16 يوليو القادم، وتستضيفه مكتبة الإسكندرية في الفترة من 17لـ31 أكتوبر القادم.
وأعربت نادين عبد الغفار، مؤسسة ارت دي ايجيبت، كلتشرفيتور ، عن سعادتها بأن هذه المبادرة أصبحت حقيقة، قائلة: “هذا المعرض ليس مجرد عرض للتألق الفني، ولكنه تبادل ثقافي عميق مصمم ليكون تجربة تحويلية ولتعزيز التقدير المتجدد للعلاقات الثقافية الدائمة بين هذين البلدين. وأضافت: “لقد ولدت وترعرعت في الإسكندرية، وكنت مفتونة دائمًا برؤية الإسكندر الأكبر لإنشاء مدينة ثقافية، ولذلك دائما أشعر أنه من مسؤوليتي تنفيذ هذه المهمة وتوسيعها إلى عالمنا المعاصر، كما نفتخر بالشراكة مع أرشيف كافافي، ومؤسسة أوناسيس، ومكتبة أوناسيس بقيادة السيدة أفروديتي باناجيوتاكو؛ متحف بيناكي بقيادة الدكتور جورج مانجينيس؛ ومتحف الأكروبوليس بقيادة البروفيسور نيكولاوس ستامبوليديس.
كما اعرب السفير عمر عامر عن حماسة للمبادرة قائلا: “”نحن فخورون بأن نقول إن المصريين واليونانيين مرتبطون جينيًا، وسيستمر هذا التربط بينهم. و بينما نجتمع اليوم في متحف الأكروبوليس التاريخي بأثينا للاحتفال بفعالية ‘قصة مدينتين’ الثقافية، نتذكر الإسهامات الخالدة لحضاراتنا في قيم الإنسانية من المعرفة والجمال والسعي للتميز. هذه الفعالية هي شهادة على الرابط المتين بين مصر واليونان، وهما حضارتان قديمتان شكلتا العالم. اليوم، بينما نقف هنا، نحتفل بتراثنا المشترك والجسر الذي يربط الماضي بالحاضر، والشرق بالغرب.”
كما اضاف المدير العام لمتحف الأكروبوليس ، نيكولاس ستامبوليديس، : “أود أن أعترف بأن متحف الأكروبوليس لا يستضيف معارض فنية، واليوم يُعد استثناءً لأنه مرتبط بسفارة مصر، البلد الذي ليس فقط صديقًا لنا، بل نحن في علاقة أخوية معه.”
يهدف المعرض إلى خلق حوار بصري يستكشف النسيج الغني لإرثها المشترك وأسس العصور الكلاسيكية القديمة التي تمثلها كل من اليونان ومصر. على خلفية مبادرة عالمية لتعزيز الروابط الثقافية، سيكون معرض “قصة مدينتين” بمثابة منارة للوحدة، وتعزيز فهم أعمق للترابط بين هذه الحضارات القديمة. ومن خلال أعمال الفنانين المعاصرين، سيعمل المعرض على سد الفجوة بين العصور القديمة والحاضر، مما يوضح كيف يستمر الارتباط الثقافي بين اليونان ومصر في إلهام وتشكيل المشهد الفني والثقافي اليوم.
سيقوم الفنانون اليونانيون والمصريون المشاركون بإنشاء أعمال فنية استجابة للتقارب الفني الذي تطور عبر التاريخ، وتسليط الضوء على الروابط العميقة الجذور التي تستمر حتى يومنا هذا، مع الاحتفال أيضًا بالهويات المتميزة لكلا البلدين. ويهدف المعرض إلى عرض الفنانين اليونانيين والمصريين في حوار مباشر يعكس حضاراتهم على مدى آلاف السنين. سوف يقوم بتشريح الكيمياء الفنية التي ظهرت والتعلم منها، ويدرس كيف لعبت الجماليات والرمزية دورًا رئيسيًا في تشكيل الاتجاه الإبداعي. وتقام هذه الفعالية عبر المتاحف والمكتبات وصالات العرض في كلتا المدينتين، وستضيف كل فعالية أبعادًا مختلفة لقصة هذا التبادل الثقافي.
وسيضم “قصة مدينتين” فنانين من بينهم اعمال للفنان الراحل محمود سعيد، وبابا جورج، وكوستاس فاروتسوس، وداناي ستراتو، وعمرطوسون، وسعيد بدر، وكريم الحيوان، وغيرهم، بالإضافة إلى ليلة واحدة في فندق السان جورج يتم خلالها تقديم أعمالا للفنان التشكيلي أحمد فريد.
بالتوازي مع هذا المعرض سيقام معرض جانبي بعنوان ” الفن عن طريق البحر” في مطعم ليمون تري، ريفييرا في أثينا اعتبارًا من 25 يونيو 2024. وسيكون مفتوحًا للجمهور حتى نهاية الصيف ويهدف إلى خلق حوار بين الإنسانية وامتداد البحر الشاسع. وسيقدم مزيجًا من الإبداع وإيقاع الأمواج الخالد، حيث يكون الخط الساحلي المتغير باستمرار بمثابة لوحة فنية ومصدر إلهام. هنا، يسخر الفنانون القوة الأساسية للمياه والرمال، لترجمة همسات المد إلى شعر بصري. كل قطعة هي شهادة على مد وجزر الحياة، وانعكاس لدورة لا نهاية لها من الخلق والدمار. في هذا المعرض الغامر للطبيعة، يصبح الفن بجانب البحر تأملًا في عدم الثبات والجمال والرقص الأبدي بين الأرض والبحر. ويعرض المعرض أعمال فنانين مصريين منهم عماد أبو جرين، ودينا فهمي الروبي، ومريم أبو طالب، وإيمان بركات، ووئام علي.
يقول عمر طوسون، أحد الفنانين المشاركين بمتحف الأكروبوليس: “بالنسبة لي، يحمل معرض قصة مدينتين أهمية عميقة تتجاوز مكانته كمعرض فني. قبل أن أكون فنانًا، أنا سكندري، وهذا يعني امتلاك إرث ثقافي غني يتغذى وسط شوارع وزوايا هذه المدينة الرائعة. وهذا التراث المتجذر بعمق في تاريخ الإسكندرية العالمي، لا يزال يشكل الكثير من إلهامي الفني.
تضيف داناي ستراتو: “لقد قمت بإنشاء صولجان من الألومنيوم بطول 600 سم متوازن على عمود من الفولاذ المقاوم للصدأ بطول 150 سم، يشير إلى الإسكندرية عندما أكون في أثينا وباتجاه أثينا عندما يتم تركيبه في الإسكندرية، حوافها الحادة تخترق وتعبر الحدود المكانية للمتحف بمثابة قناة للاستكشاف المفاهيمي خارج الفضاء المادي. ومن خلال رسم خط غير محسوس يتجاوز مجرد الحدود الجغرافية، يرسم التمثال محورًا يمتد إلى ما لا نهاية، ويربط بين أثينا والإسكندرية. في سياق حوار نحتي خالد حول وظائف الإدراك واللانهاية المصطنعة، يجسد المسار بين الثقافات والترابط التاريخي بين المدينتين استكشافًا عميقًا للمكانية والسرد التاريخي والذاكرة.
ويتأمل سعيد بدر العلاقة بين تراث المدينتين، فيقول: «الكلمات تنمو، والناس لا يدينون إلا بكلماتهم؛ وشرف الإنسان ليس إلا كلمته. بكلمة بسيطة، يمكن أن يتبدد البؤس. الكلمات هي منارة النور للأمم.
ويضيف كوستاس فاروتسوس: “كما قال تشارلز ديكنز: لقد كان أفضل العصور، وكان أسوأ الأوقات، وكان عصر الحكمة، وكان عصر الحماقة، وكان عصر الإيمان، كان عصر من الشك، كان موسم النور، كان موسم الظلام، كان ربيع الأمل، كان شتاء اليأس.’ ولكن أريد أن أضيف أن المدينتين ستعطيان الأمل مرة أخرى لأنهما المدينتان اللاتي حددتا الثقافة العالمية”.