برعاية محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود ممثلاً بمستشاره السيد هيثم صيّاد، افتتحت جمعية الإرشاد والإصلاح مركز التكنولوجيا والقِيَم Vtec (Value & Technology Empowerment Center) عصر يوم الخميس 27/6/2024 في شارع عفيف الطيبي بحضور رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت السيد عبد الله درويش وآل حاسبيني وممثلي جمعيات ومؤسسات تربوية وإعلامية ومهتمين، الذين جالوا في أرجاء المركز وتعرفوا على ما يقدّمه من مواد ومناهج للشباب.
بداية، عُرِض فيلم تعريفي بالمركز وتقديماته، ثم رحّب مدير المركز المهندس هشام ياسين بالحضور لافِتاً بكلمته إلى أهمية العلم مستشهِداً بآيات من القرآن الكريم {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} و {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} وكذلك أهمية الالتزام بالقِيَم الأخلاقية وتنشئة الأبناء عليها. ثم ألقى رئيس الجمعية المهندس جمال محيو كلمة جاء فيها: “يقول الله عز وجل {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ…} ويقول ﷺ “فضل العالِم على العابد كفضلي على أدناكم”. هذه الآيات والأحاديث تشير إلى اقتران العِلم بالإيمان وهو المقصود في هذا المركز. نعيش في هذه الأيام فساداً كبيراً مقترِناً بعلم وتطور كبير، ونرى كيف يستغل البعض ووسائل التواصل هذا العِلم لإفساد الناس، فوجدنا في جمعية الإرشاد والإصلاح مع شركائنا أن يكون لنا مبادرة في تغيير هذا الجو بإنشاء هذه المؤسسة الطيبة مركز Vtec لنبني جيلاً من الشباب والصبايا لديهم علم ومعرفة بالتكنولوجيا وينافسوا غيرهم بالعلوم ولكن من منطلق أخلاقي وديني وحب ورحمة للناس. نسأل الله أن يؤدي هذا المركز رسالته بدعمكم ودعائكم”. وأضاف “يقول ﷺ إن الله يحب إذا عمِلَ أحدُكم عملاً أن يتقِنه. عندما زرت المركز لأول مرة وجدت هذا الإتقان، والشكر في هذا الإتقان هو لأخ كريم جليل آمَن بهذا المبدأ وأراد أن يؤسس مركزاً لبناء القِيَم مع العلم هو أخونا وشريكنا مالك حاسبيني الذي قدّم هذه الشقة وعمِل على ترميمها وتجهيزها بكل المستلزمات، فجزاه الله خيراً”. وشكر رئيس دائرة التبليغ والتربية رئيساً وأعضاء والجهاز الإداري والعامِل في المركز داعياً الله أن يحقق هذا المشروع أهدافه.
تلاه كلمة للمستشار صيّاد جاء فيها: “هناك عدة أنواع من الإنقاذ، الإنقاذ البحري، البري، الجبلي، إنما الإنقاذ المجتمعي يتم من خلال هكذا مراكز… فهذا الإنقاذ الذي يحصل في هذا المركز وكما ذكرَتْهُ الآيات في القرآن الكريم عن أهمية العلم لإنقاذ المجتمع ومحاربة البطالة”. وأضاف أن هكذا مراكز هي التي تشد انتماء الأولاد للعِلم وبالتالي للوطن، وأن الأمر الرباني الأول للرسول ﷺ كان “اقرأ” حتى نبقى على مواكبة للتطور والعلم، ونُحصِّن بلادنا بالعلم، ونحرِّر بلادنا بالعلم، ونُحصِّن مجتمعنا بالعلم. وقال: “كما لاحظت يوجد في المركز غرفة للتواصل والسجود، وأخرى للأمور التقنية متلاصقتين، وهاتين الغرفتين هما اللتان ستوصلنا إلى مجتمع سليم وشوارع خالية من المدمنين”.
واختُتِم الحفل بكلمة لممثل آل حاسبيني السيد مالك حاسبيني الذي رحّب بالحضور في دارة بسام وجمانة حاسبيني بضيافة جمعية الإرشاد والإصلاح قائلاً: “هذه الدار التي وُلِدتُ فيها أنا وإخوتي ، كبرنا وتعلّمنا بين جدرانها كيف نفك الحروف، وكان لأبي الفضل الأول في تشجيعنا ورعايتنا من أجل التعلّم. أما الوالدة رحمها الله فكانت السَّند والرفيق في مراحل التعلّم كلها تواسينا في محنتنا، وتشدُّ علينا عند تراخينا، فتخرّجنا من الجامعات بدراسات عُليا وبتفوّق، وانطلقنا بفضلهم لنخوض غمار الحياة، فأسأل الله أن يجزيَهم عنا خير الجزاء”. وأضاف أن العائلة آثرت تأسيس وقف للتعلّم، وهذا الوقف هو دارة أهله، واختارت جمعية الإرشاد والإصلاح لإدارته شاكراً لها الدعم الكبير والجهوزية العالية والمهنية في الأداء، مثنياً على تجربة العمل معها التي كانت على مستوى من التعاون والإتقان ما زاد من ثقتهم بها. وأعلن عن جائزة بسام وجمانة حاسبيني السنوية للذكاء الاصطناعي. وختم بالدعوة إلى المساهمة في كفالة طالب وإتاحة الفرصة للأولاد الأقل حظاً في تعلّم التكنواوجيا الرقمية وتطوير قدراتهم، سائلاً الله أن يتقبل أعمالهم ويجعل ما قدّموه في صحيفة أعمال والديه إلى يوم القيامة.
الجدير بالذكر أن مركز Vtec يستهدف شريحة الشباب والشابات من عمر 12 إلى 17 سنة، ومساندتهم أمام ما يواجهونه من تحديات وتمكينهم بموضوع التكنولوجيا وأساسياتها على أيدي متخصصين وتطوير مهاراتهم التقنية مثل الـ robotics والـ AI إضافة إلى نشاطات خارجية ورحلات قيَميَّة وأخلاقية.