في خطوة تاريخية نحو التنمية الحضرية المستدامة في المنطقة العربية، أطلقت اليوم لجنة الأمم المتحدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لغربي آسيا (الإسكوا) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية – المكتب الإقليمي للدول العربية أكاديمية قادة المدن العربية التي تسعى إلى تزويد قادة المدن بالمعرفة والأدوات المبتكرة لمعالجة التحديات الحضرية بشكل فعّال والاستفادة من الفرص التي تقدمّها مدنهم.
وتُعقَد النسخة الأولى من البرنامج بالشراكة مع منظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية – فرع الشرق الأوسط وغرب آسيا بمشاركة 13 محافظًا ورؤساء بلديات وقادة مدن من مختلف أنحاء المنطقة العربية، بما في ذلك الأردن وتونس والعراق ودولة فلسطين ولبنان ومصر والمغرب. أما البرنامج التدريبي، الذي ينظم بجزئه الأول بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث، فقد أُعِدَّ بالتعاون مع قادة المدن المشاركين لتلبية احتياجاتهم وفق الأولوية.
في كلمة افتتاحية، قالت الممثلة الإقليمية للمكتب الإقليمي للمنطقة العربية لبرنامج المستوطنات البشرية رانيا هدية إنّ المدن العربية تتأثر بالتمدن السريع، وتأثيرات تغير المناخ، إضافة إلى الكوارث الطبيعية والصدمات الاقتصادية والنزاعات. وأكّدت أنّ السلطات المحلية تجد نفسها أكثر فأكثر في الخط الأمامي بمواجهة هذه التحديات وتلعب دورًا محوريًا في التصدّي لها. وأكّدت: “من هنا، ضرورة تزويدهم بالمعرفة والأدوات اللازمة لمعالجة هذه المشاكل”.
ومن الأولويات التي اختار قادة المدن الإقليميون التطرق إليها، الأطر الدولية بما فيها الخطة الحضرية الجديدة، خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وبالإضافة إلى بناء مرونة المدن في مواجهة الكوارث، والشراكات، والقدرة على التعافي اقتصاديًا، والنقل، والإدارة القائمة على النتائج.
من جهتها، قالت المسؤولة عن ملف التنمية الحضرية المستدامة في الإسكوا سكينة النصراوي إنّ “المشهد التنموي يتغير بسرعة مع التوجهات العالمية نحو اللامركزية والتقدم التكنولوجي المتسارع”. وأضافت: “لم تعد مسألة التخطيط من أجل التنمية المستدامة حكرًا على السلطات الوطنية بل أصبح للسلطات والمجتمعات المحلية دور في تفعيل العجلة التنموية وصل إلى مستويات غير مسبوقة في ظل هذه الأوقات المفصلية”.
سيبحث المشاركون في الأطر العالمية ويتبادلون بشأن الممارسات الفضلى لتقوية حسّ القيادة والصمود في مدنهم فيشكّلون شبكة “قادة من أجل الاستدامة” التي من شأنها أن تقود الجهود لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة في المنطقة.
ويلي الإطلاق برنامج تدريبيّ تنفيذيّ على مدى يومين، على أن يستمرّ طيلة الأشهر الأربعة المقبلة عبر اجتماعات افتراضية ودورات تدريبية عبر الإنترنت وقراءات أساسيّة، تختتم بفعالية على هامش النسخة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي المنعقد في القاهرة من 4 إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.