22
مايو
رغم أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة كان مدمراً ومهولاً، وقاسياً وعنيفاً، ومرعباً ومخيفاً، وقد زلزل الأرض ورَجَّهَا رجَّاً وبَسها بَساً، وكادت لهول القصف لولا لطف الله عز وجل أن تكون هباءً منبثاً، إذ مادت الأرض بما عليها وانتفضت، فسقطت مبانيها، ودمرت أبراجها، وانهارت بيوتها، وتشققت طرقها، وبُقِرَ جوفها، واحترقت معاملها، وسويت بالتراب مصانعها، واشتعلت النيران في مخازنها، وقد استشهد من أبنائها 250 شهيداً، وسقط مئات الجرحى، ولكن صوت الفلسطينيين لم يصخب شاكياً، ولم يعلُ طالباً الهدنة ومستعجلاً وقف إطلاق النار، بل بقيت المقاومة صامدة، ومع شعبها ثابتة، وما توقف قصفها، ولا هدأت صواريخها، ولا تمكن العدو من معرفة منصاتها…