رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة.
وهنا أخص برسالتي هذه ، القيادات الدينية المسيحية في العالم
إعداد ومتابعة/ربى يوسف شاهين
سياسات إجرامية متواصلة وسياسة عقاب جماعي لأكثر من شهر وعلى مرأى من العالم كله في غزة الأبية وكل فلسطين
◾حيث بدأ سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء
أمام هذا الكم الهائل من الدمار والخراب والدماء المسفوكة في غزة الأبية وأمام ما يحدث في الضفة الغربية وما تتعرض له مدينة القدس
فإننا نجدد اليوم مطالبتنا و مناشدتنا لكافة المرجعيات الروحية المسيحية في العالم شرقاً وغرباً ومن كافة الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والانجليلة .
◾وتمنى سيادة المطران عطاالله حنا:
نتمنى من الرئاسات المسيحية في العالم وخاصة في الغرب بأن تكون عندهم مواقف واضحة وقوية و جريئة مطالبة بوقف هذا العدوان الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني في غزة وفي الضفة وفي القدس .
إن الجرائم المروعة بحق الإنسانية ، والتي ترتكب في غزة الأبية ، لا يمكن أن يستوعبها عقل بشري ، استباحة لدماء الفلسطينيين ، و قتلٌ للأطفال ، والنساء ، و تدميرٌ لكل شيء ، ولا يستثنى من ذلك دور العبادة من المساجد والكنائس ، وكما المؤسسات الخيرية والاجتماعية ، والتي تقدم خدماتها لأهلنا في القطاع ، لاسيما المستشفيات وغيرها أيضا .
◾واوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
رسالتي اليوم أوجهها بنوع خاص إلى كل رؤساء الكنائس في العالم ، ندرك جيداً ، أنكم ترفضون الحروب ، و ترفضون العنف ، و ترفعون الصلاة والدعاء في كل وقت ، من أجل السلام ، ومن أجل تحقيق العدالة في هذه الأرض المقدسة ، ونحن نقدر هذه المواقف و نثمنها ، نقدر و نثمن أي دعاءٍ و صلاةٍ من أجل فلسطين ، ومن اجل السلام في فلسطين ، ونقدر و نثمن اي موقف يدعو إلى تحقيق العدالة في هذه الأرض ، التي غيبت عنها العدالة ولكن اليوم ، وأمام هذه المجازر المروعة ، وأمام هذا الدمار الغير مسبوق منذ أكثر من شهر وهنالك كم كبير من الشهداء ، و أولئك الذين ما زالوا تحت الركام .
◾وطالب سيادة المطران عطاالله حنا:
نطالب الكنائس المسيحية في العالم ، وخاصة في الغرب ، بان تكون مواقفها اكثر وضوحاً و قوةً ، اكثر وضوحاً وقوة ، وأن تقوموا بالضغط على القيادات السياسات في الغرب ، والتي بعضها منخرطٌ في التآمر على شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة ، وبعضهم أيضاً شريك في الجرائم المرتكبة بحق أهلنا في غزة.
ندائي أوجهه إلى كل الكنائس ، في كل العالم ارفعوا الصوت عاليا ، مطالبين بأن تتوقف هذه الحرب ، التي يدفع فاتورتها الأبرياء ، من أبناء شعبنا الفلسطيني ، انطلاقاً من قيمنا المسيحية و إيماننا المسيحي.
◾واكد سيادة المطران عطاالله حنا:
نحن نرفض الحروب نرفض القتل نرفض امتهان الكرامة الإنسانية ، هذه مبادئ ننادي بها في كل حين ، واليوم ما يرتكب في غزة ، لا يمكن تبريره وقبوله ، بأي شكل من الأشكال
إنها حرب مفتوحة ، على كل الشعب الفلسطيني ومن يدفع فاتورة هذه الحرب ، إنما هم المدنيون والأطفال والكبار والصغار.
نطالبكم اليوم ، وبشكل عاجل ، بأن تصدروا مواقف واضحة وقوية ومؤثرة و ضاغطة على القيادات السياسية في الغرب .
لايجوز أن تستمر هذه الحرب ، لايجوز أن يستمر هذا العدوان ، شهداؤنا ليسوا أرقاماً ، أهل غزة يستحقون الحياة ، هم بشر مثل باقي كل الناس ، كل الشعوب ، لايجوز التعاطي مع غزة وأهلها ، وكأنهم شريحة مختلفة عن كل أبناء البشرية ، هم بشر ، خلقهم الله كما خلق كل إنسان ، وبالتالي هؤلاء الناس ، لا يستحقون أن يعاملوا بهذه القسوة.
أهلنا في غزة ، أهلنا في غزة ، شعب مثقف شعب متحضر ، فيهم الأطباء ، وفيهم المبدعين المثقفين ، شعب راقي شعب وطني ، شعب منتمي لهذه الأرض.
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
واليوم الاحتلال ما يقوم به ، هو سياسة عقاب جماعي ، يقولون أن حربهم هي ضد الإرهاب ولكننا ما نراه على الأرض ، هي حربهم ضد كل الشعب الفلسطيني ، ما نراه على الأرض ، هو أن هذه الحرب هي الإرهاب بعينه ، وبالتالي آن للقيادات الدينية كلها
وهنا أخص برسالتي هذه ، القيادات الدينية المسيحية في العالم ، وكل القيادات الدينية الأخرى ومن كل الأديان ، ولكن اليوم القيادات الكنسية المسيحية يجب أن تقول كلمتها الفصل
ولا يجوز الإكتفاء فقط ، بنداءات من أجل السلام ، و صلوات من أجل السلام ، وإضاءة شموع من أجل السلام ، هذا كله مهم هذا كله مهم ، ولكن اليوم يجب أن تكون المواقف واضحة ، ومطالبة بوقف هذا العدوان ، بوقف هذا العدوان ، عن أهلنا في غزة حقناً للدماء
ووقفا للدمار.