صابر الوسلاتي: من خشبة المسرح إلى شاشات التلفزيون – تحديات وآمال ممثل وكاتب تونسي في ظل واقع ثقافي متقلب” النشرة الدولية – حوار الإعلامية والكاتبة الروائية ريم القمري – برز صابر الوسلاتي، أحد أبرز الوجوه الفنية في تونس، وذلك من خلال أدواره المسرحية والتلفزيونية المميزة، بل أيضًا من خلال مساهماته في كتابة النصوص وتجسيد الشخصيات بعمق وإبداع.
في هذا الحوار، يشاركنا الوسلاتي رؤيته حول دور التكوين المسرحي في تطوير الممثل، الفروق بين التمثيل المسرحي والتلفزيوني، وتجربته الشخصية في مسلسل رقوج”، كما يتطرق إلى التحديات التي تواجه القطاع المسرحي في تونس، وأهمية النص الجيد في ضمان نجاح الأعمال الفنية.
حوار فيه الكثير من الصراحة بالأفكار والرؤى العميقة.
1-ما هو دور التكوين المسرحي في تطوير مهارات الممثل؟ الممثل هو شخص يمتلك الى جانب الموهبة مجموعة من الأليات التي تمكنه من تقمص الشخصيات ، وهنا يأتي دور المسرح الذي سيقوم بتدريب الممثل على كيفية استعمال تقنيات التمثيل بشكل صحيح.
اولا يتعلم الممثل كيف يكتشف جسده، يتعرف على طريقة التعامل مع جسده، ثم يتحول الى اكتشاف شخصيات اخرى داخله، فالتقمص حسب رأيي هو استحضار شخصيات صادفناها أو عرفناها في الواقع وبالتالي التمثيل ليس مجرد تقمص بل هو استخراج شخصيات من الداخل تكون موجودة بالأساس داخل الممثل. وهنا يستخدم الممثل خياله لأنه عن طريق الخيال سيستحضر الشخصية ويجعلها داخله، و بعد ذلك يتقمصها أو يؤديها.
و هذه التقنية لا يمكن أن يتعلمها الممثل إلا على خشبة المسرح. وبهذا فقط يكون الممثل أصدق في أدائه وأنجح. وعن طريق التدريب المسرحي المستمر سيجد الممثل نفسه في وضعيات متعددة ومختلفة، وسيلعب أدوارا وشخصيات كثيرة، ومع تعدد الشخصيات وتعدد المواقف سيجد الممثل نفسه في كل مرة جاهز لأن يتقمص أي دور مهما كان ،
لأنه سبق وتدرب عليه مسرحيا. ومن هنا تبرز أهمية وقوة المسرح في تكوين وصقل موهبة وشخصية الممثل. فالتكوين المسرحي ليس فقط مهما من الناحية التقنية بل هو أيضا ايضا مهم من الناحية النفسية ، لانه سيربي و يدرب الممثل ، على مجموعة من الأحاسيس التي ستبقى مخزنه داخله و جاهزة للاستعمال . وهذا هو الممثل المحترف حقيقة، الممثل القادر على أن يعيش الشخصيات بكل تجلياتها.
2-ما الفرق بين التمثيل على خشبة المسرح والتمثيل في الشاشة الصغيرة؟ أولا هناك اختلاف من حيث التقنية، و أقصد هنا تقنيات التمثيل بصفة عامة ، فالتمثيل المسرحي يختلف في تقنياته عن تقنيات التمثيل التلفزيوني،ويمكننا القول أن التمثيل المسرحي ليس لديه أي علاقة بالتمثيل التلفزيوني. فمثلا التمثيل المسرحي يعتمد على قوة الصوت وعلى الصوت المرتفع، وذلك نظرا لطبيعة المسرح، حيث يكون هدف الممثل أن يصل صوته، الى آخر شخص موجود في القاعه .
وهو ما لا نحتاج القيام به، حين يتعلق الأمر بالتمثيل في التلفزيون نظرا لوجود الميكروفونات . أيضا طريقة التعامل مع الشخصية تختلف، ففي المسرح مثلا نحتاج أن نضخم في الحركات، سواء على مستوى الجسد أو حتى في تعبير الوجه و الجسد. في حين أنه بالنسبة للتمثيل في الشاشة الصغيرة يمكنك أن تعبر عن الأحاسيس أحيانا بنظرة فقط، لأن الكاميرا تمنحك فرصة إبراز الأحاسيس ، باعتبارها عينا ثالثة تصور الممثل عن قرب ، فزاوية الكاميرا قادرة على أن تلتقط كل الأحاسيس التي يقدمها الممثل عبر ملامح وجهه و حركات جسده . الاختلاف إذا بين التمثيل على خشبة المسرح و في التلفزيون . هو اختلاف في التقنيات نظرا للاختلاف طبيعة المسرح عن الدراما التلفزيونية، فالمسرح مباشر ويعتمد أساسا على إمكانيات الممثل، في حين أن الدراما التلفزيونية تلعب فيها الكاميرا باعتبارها عينا ثالثة دورا هاما.
3-كانت بدايتك كممثل كوميدي وتفاجئ بك الجمهور في رمضان 2024 في مسلسل رقوج تلعب دورا دراميا لو تحدثنا عن الفرق بين الدراما و الكوميديا في رأيك؟ بالنسبة لي شخصيا، أكره تصنيف الممثل و حشره في قالب معين و محدد، كأن نقول فلان ممثل كوميدي لأنه في هذه الحالة ، سيكون من الصعب على الممثل أن يخرج من جبة الكوميدي لاحقا، و قد يبقى سجينا في ذلك القالب، شخصيا بما أني تلقيت تكوينا مسرحيا، و كما سبق و ذكرت، دور المسرح أن يجعل من الممثل مالكاً لكل تقنيات الممثل المحترف. وأعني هنا، ممثلا قادرا على أن يلعب أدورا كوميدية وتراجدية على حد السواء ، وبالتالي فإن الممثل من وجهة نظري ، يجب أن ان لا يوضع في قالب محدد ومعين، لأن هذا سيقصي بالضرورة جانبا كبيرا من الممثل داخله. في رأيي، على الممثل أن يرفض وضعه في قالب معين و في الجهة المقابلة ، على المخرج أن يتمتع بنوع من الذكاء والاجتهاد و بعد النظر أيضا ، حتى يستطيع أن يكتشف، الجوانب المخفية داخل كل ممثل.
4-باعتبارك كاتبا أيضا وقد كتبت للمسرح وساهمت أيضا في كتابة مسلسل رقوج، هل تعتبر أن النص الجيد هو من يضمن نجاح المسلسل؟ وما هي مقومات النص الناجح برأيك؟ وهل مساهمة الممثل في الكتابة مهمة برأيك؟ أولا ، مقومات النص الناجح برأيي هو ذلك النص الذي يكون قادرا على الإلمام بكل الشخصيات وبكل تفاصيلها وتطوراتها، دون إغفال أي شخصية أو إبراز شخصية أخرى على حساب أخرى. ثانيا، الأهم في كل عمل هو الفكرة، يجب أن تكون الفكرة مميزة ومختلفه و جديدة، لأن الفكرة هي الأساس و عليها يتم بناء النص، وأهم شيء يجعل من السيناريو ناجح، هو تطور الشخصيات داخله ، أي أن تكون شخصيات متحركة. فالشخصية، التي لا تتغير منذ بداية العمل الى نهايته ،هي شخصية ميتة. إذا فالسيناريو هو أهم شيء في العمل، لأنه على أساسه سيبنى كامل العمل، الديكور مثلا سيبنى انطلاقاً من السيناريو،و الممثل سيتفاعل انطلاقاً من السيناريو. لذلك أنصح دائما بأن يقرأ الممثل كامل السيناريو وليس فقط دوره ، لأن ذلك سيعطيه نظرة، أشمل للعمل و سيجعله أقدر على تقمص الشخصية، و تحديد موقعها داخل الأحداث. والسيناريو القوي، هو ايضا مريح جدا للمخرج سيجعله يعمل بأريحية كبيرة، لانه متى ما كان ضعيفا فإن المخرج سيضطر أثناء التصوير للبحث عن حلول وهذا من شأنه أن يعرقل تقدم العمل ، و يؤثر سلبا على نوعية العمل. في المحصلة، أعتقد أننا يصعب أن نتحدث عن عمل ناجح في ظل سيناريو ضعيف. بالنسبه لمساهمة الممثل في كتابة السيناريو و بالاعتماد على تجربتي الشخصية ،ىمثلا في مسلسل رقوج أستطيع أن أقول أن مساهمتي في الكتابة، ساعدتني كثيرا في الإحاطة بكل جوانب الشخصية، لأنني كتبت أجزاء منها و هذا جعلني أتشرب الشخصية أكثر و أتقمصها بمرونة أكثر. طبعا يبقى المخرج هو المرجعية الاساسية للعمل ونعود له خلال الكتابة باعتباره هو صاحب الفكرة، ويملك جميع خيوط الفكرة داخل رأسه. لكن منح الممثل القدرة على الكتابة، يعطيه هامشا كبيرا من الحرية للتدخل و للتعديل في الشخصية، وهذا في الواقع لا يمكن أن يكون إلا إيجابيا. طبعا بشرط أن يكون الممثل قادر على الكتابة ولديه خبرة. و برأيي متى ما امتلك الممثل القدرة على الكتابة، فإن هذا سيسهل عليه كثيرا النجاح في مهنته.
5-ما هي التحديات التي تواجه القطاع المسرحي في تونس ؟ وما هي أهم المشاكل الملحة والتي تحتاج الى حلول عاجلة؟ أولا و بالأساس ، أعتقد أنه لا يوجد في تونس إيمان بأن للمسرح و للفنون عموما ، و للقطاع الثقافي بصفة خاصة دورا في الحياة الاجتماعية للمواطن. و طبعا لا توجد رؤية ثقافية شاملة للثقافة في تونس بصفة عامة. أغلب ما يحصل الان، هي مبادرات شخصية، لذلك نجد العديد من المدارس اليوم في تونس، ولكل مدرسة توجهها الخاص ، وفلسفتها ونظرتها ورؤيتها للعمل الفني بصفة عامة.
وهذا مع الأسف سبب غياب هدف محدد، لأنه لا توجد سياسة ثقافية، وبالتالي فإن أغلب المدارس الفنية اليوم في تونس، و الفاعلين في الساحة الثقافية الفنية نظرا لاختلافهم في وجهات النظر، لا شئ يجمعهم ، وهو ما يؤثر سلبا على العمل الثقافي و الفني برمته . نأخذ مثالا المسرح ، هناك من يعمل المسرح حبا في المسرح، وهناك من يعمل المسرح لجني المال، أي أننا مختلفون و متفرقون. أنا شخصيا مثلا، بدأت في المسرح وما زلت في المسرح ومثلت في التلفزيون ،ىومع ذلك لم ألتقي الى اليوم بأي مسؤول من وزارة الثقافة، ولم تتواصل معي الوزارة بأي شكل من الأشكال. و لا أنتظر منها ذلك . وطبعا لست إستثناء قس على ذلك أغلب الفنانين وخاصة في مسرح الهوات. فقط الممثلون المتحصلون على بطاقات الاحتراف ربما لديهم ما يربطهم بوزارة الثقافة ، مع أن هذه البطاقة، لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تقدم لهم أي امتيازات حقيقية. اضافة الى ذلك ، إن أي عمل فني، يحتاج الى دعم مادي ومع الأسف لا يوجد في تونس دعم وتمويل للأعمال الفنية من طرف الوزارة إلا فيما ندر، و بمبالغ متواضعة. مثلا لو تحدثنا عن عمل مسرح نود إنجازه، سنحتاج الى تمويل ، نحتاج لدفع أجور الممثلين والتقنيين، في الصوت والصورة الإضاءة، سنحتاج الى مسرح للعروض ومكان للبرايف وهذا مع الاسف غير متوفر. وأعتقد أن هذا يندرج في إطار ثقافة عامة لا تعتني بالفنون عموما . مثلا لو نأخذ مثال أبناء الضاحية الجنوبية للعاصمة لا يوجد فيها مسارح أو مدارس تدرس المسرح ،حتى دور الثقافة أغلبها إما مغلقة او لا تملك ميزانيات، أو تحولت الى أماكن للسكر ، هذا هو الواقع، و هو أمر مؤسف ومحزن جدا. شخصيا لا أنتظر حلولا من وزارة الثقافة برأيي الحل يكمن في إرادة حقيقية من الدولة كأن تخصص مثلا في ميزانية الدولة ،مبلغا خاصا للنهوض بالقطاع المسرحي والسينمائي والفن و القطاع الثقافي بصفة عامة ، أو أن يتم تشجيع رجال الأعمال من خلال اعطائهم إعفاءات جبائية مثلا، مقابل مساهمتهم في الحياة الثقافية و الفنية. وترسيخ فكرة هامة، لدى رجال الأعمال ،لأن الثقافة قادرة أيضا على جلب الأموال ، أي أنه لن يكون استثمارا دون فائدة ، فقط نحتاج أن نغير العقلية. و أن نمنح الفنان والكاتب امكانية التفرغ للكتابة، دون أن يحتاج الى تشتيت جهوده، من أجل كسب لقمة العيش، لو استطعنا أن نجعل من الكاتب والفنان متفرغا فقط لفنه يمكننا أن ننهض بالثقافة و بالفن، وأن نقدم إنتاجا فنيا راقي وذي قيمة، وحتى رجل الأعمال عندما يستثمر في أعمال فنية ذات قيمة وذات جودة عالية ، سيضمن أرباحا مالية، ولن تكون العملية الثقافية، عملية خاسرة.
5- لاحظنا هذا الموسم قلة الانتاج الدرامي في تونس فمثلا في رمضان 2024 كان هناك ثلاث مسلسلات فقط فحسب رأيك كيف يؤثر قلة الانتاج على الممثل و على العملية الفنية بأسرها؟ مع الأسف لو تحدثنا عن وضع الممثل المحترف و أقصد هنا الممثل الذي ليس لديه أي مهنة أخرى غير التمثيل يمكننا أن نقول وبصدق ، أن هناك بعض الممثلين في تونس هم حاله اجتماعية، فالممثل الذي لا يعمل طيلة السنة ، واذا صادفه الحظ يمكن أن يشارك في مسلسل يتيم خلال شهر رمضان ، مما يجعله في حاله عوز فأغلب الممثلين ، لا يستطيعون دفع أجور بيوتهم و لا تأمين مصاريف حياتهم اليومية ، من أكل وشرب ومصاريف الأطفال. والاشكال الكبير ، هو أن الممثل إذا أراد أن يكون ممثلا محترفا، ويحصل على بطاقة احتراف، فلن يكون بإمكانه ممارسة أي مهنة أخرى ، ونظرا لقلة الإنتاج قد لا يحصل بعض الممثلين على أدوار لمدة سنوات أو قد يحصل على دور ويبقى شهورا ، إذا لم نقل سنوات في إنتظار أن يتقاضى أجره ، عن دور مثله، يعني أننا فعلا أمام وضع عبثي. اما أن تكون ممثلا محترفا ويحكم عليك بالعيش في الفقر، أو أن لا تكون ممثلا محترفا، وعليك أن تكسب رزقك من عمل آخر في أي قطاع، ويمكن أن يكون عملا لا علاقة له بالتمثيل إطلاقا. هذا الوضع المتأزم ، وهذا المشهد الفقير يؤثر على الممثل ليس فقط ماديا، بل أيضا ابداعيا ، لأنك كممثل لن تكون لديك الفرصة لتبرز قدراتك ومواهبك بما أن الادوار محدودة و الإنتاج شحيح جدا ، وبالتالي فالممثل لن يستطيع أن يتقمص أدوارا مختلفة و متنوعة. اذا ابداعيا هذا سيحد كثيرا من إمكانيات الممثل وقدراته. أو سيضطر الممثل أن يقولب ابداعه مع المطلوب، حتى تسند له أدوار ، وهو بذلك سيكون ممثلا تحت الطلب، وهنا لن يكون بإمكاننا الحديث عن ابداع حقيقي. كما أن قلة الأعمال ، سيؤثر أيضا على جودة الأعمال المقدمة، لأننا إن لم ننتج كثيرا فلن تتطور التجربة. فكثرة الإنتاج تخلق جو من المنافسة، وهذه المنافسة هي التي ستدفعنا الى إنتاج أعمال متطورة فنيا وفكريا واسلوبيا. بالنتيجة لن يتطور الكاتب،ى ولا المخرج ولا الممثل وهو ما سينعكس سلبا على الدراما بصفة عامة. ثم هناك عامل آخر مهم جدا،ى هو ضيق السوق التونسية، أقصد هنا سوق الاستشهار، مما حول العمل الفني الى أداة في يد المستشهر. وهذا أساء جدا للعمل. حين يفكر صاحب العمل فيما يحبه المستشهر ، و يقدم له مادة تتماشى مع ذوقه ليحصل على الدعم المادي هنا نسقط في هوة سحيقة، وتصبح المنافسة ليست منافسة من أجل جودة الأعمال ، بل من أجل كسب المستشهرين وهذا برأيي خطير جدا. وهنا تكمن خطورة الدعم ، في ظل غياب سياسة دولة حقيقية تدعم الفن،ى سيضطر الفنان لتأمين حاجياته الحياتية ، للبحث عن مصادر أخرى للدعم ،ىوفي أغلب الأحيان ،يكون هذا الدعم دعما مشروطا كالدعم الاتي من اوروبا و عديد الجهات الأجنبية الاخرى ، وهذا لا يخدم بأي حال مصلحة الفن والثقافة في تونس عموما.
6_, اشرت الى موضوع هام وهو موضوع الدعم وكيف يتحكم الدعم الخارجي في عملية الانتاج الفنية، فما تأثير ذلك على الممثل ؟ في اعتقادي الشخصي ،أن الممثل هو صاحب مشروع وحامل لفكر،ى وليس مجرد مؤدي وبالتالي عندما يتدخل الدعم الخارجي ويفرض على الممثل وعلى المخرج من من ورائه أفكاراً وآراء لا تستجيب ربما لطبيعة المجتمع فإن الممثل هنا سيكون قد تحول الى مجرد أداة وخسر ذاته ومشروعه. وحول موهبته الى مجرد سلعة، تحت الطلب ،حتى يستطيع أن يعيش ويستمر وهذا مؤلم جدا. 7- في كل هذا المشهد الثقافي والفني المتعب انت كصابر الوسلاتي بماذا تطالب وزارة الثقافة ومن ورائها السلطة؟ شخصيا أعتقد أن وزارة الثقافة ومن ورائها الدولة عليهم وضع خطة ثقافية محددة، والتدخل بقوة واذا لم يقوموا بذلك فالأفضل إلغاء وزارة الثقافة نهائيا. وزارة الثقافة اليوم ،تلعب دور متعهد الحفلات فقط لا أكثر. هي مع الأسف وزارة دون رؤية. لابد أن يكون لدى وزير الثقافة خطة مدروسة، ويوضع لهذه الخطا مدة زمنية للمتابعة.
8- ما هي طموحاتك أهدافك المستقبلية ؟ في الواقع حاليا ليست لدي أهداف محددة وثابتة لكني منفتح على تجارب جديدة ومختلفه، خاصه أنه عندي رصيد هام من التجارب في المسرح تمثيلا وكتابة من سنه 2009 وهذا رصيد أعتز به كثيرا. حاليا اريد أن أخوض ط تجارب اخرى مختلفة من خلال أدوار جديدة ، أدوار تقدم لي إضافة. أما بالنسبة لمشاريعي المستقبلية ،ىسيكون لدي أكيد اعمال مسرحية قادمة، أفكر أيضا في عمل مسرحي خاص ” وان مان شو ” لكن لن يكون تجاري، سيكون مختلفا عن المعتاد. وفي الواقع النص تقريبا جاهز لكني مازلت افضل التريث. أيضا نعمل على رقوج 2
9- هل تفكر في السينما؟ في الواقع جاءني إقتراح ولكن لم أوافق عليه أحسست أن الدور لن يقدم لي إضافة، لكني طبعا مهتم بالسينما وأريد أن أخوض هذه التجربة فقط انتظر الفرصة المناسبة.
10- هل انت مهتم بخوض تجارب تمثيل في أعمال عربية و ربما عالمية؟ هل تتطلع الى ذلك؟ طبعا يهمني ذلك كثيرا وإذا اتيحت لي الفرصة الجيدة لن أرفض ،المهم أن يكون الدور مهما ويمكن ان يقدم لي اضافة نوعية.
11- دور الديناري في مسلسل رقوج قدم صابر بشكل مختلف ونجحت في تقمص الشخصية وحققت قبولا كبيرا لدى المشاهدين لو تحدثنا عن هذا الدور أكثر ماذا أضفت له و ماذا أضاف لك؟ أهم شيء أضافه لي هذا الدور هو تعريف المشاهد التونسي على صابر الوسلاتي، الممثل الذي اشتغل كثيرا في المسرح لأكثر من 15 سنة، و الممثل الذي كانت عنده بعض التجارب التلفزية، و أيضا صاحب الكرونيك القارة في راديو جوهرة ، هذا الدور وهذه المشاركة سمحت بتوسيع قاعدتي الجماهيرية. وهذا طبعا يحملني مسؤولية كبيرة جدا، وأعتقد أصبحت المهمة صعبة جدا بالنسبه لي مستقبلا، وأعتقد أن الجميع الآن ينتظر من صابر الوسلاتي ما بعد رقوج وما بعد الديناري، يعني من الآن فصاعدا لم تعد لدي نفس الأريحية التي كنت أملكها من قبل ، في إختيار الأدوار ، علي الآن أن أختار دورا يتفوق على ما قدمته في رقوج وهذا طبعا ليس له علاقة بحجم الدور،ى ان كان دورا كبيرا او صغيرا ، يعني يمكن أن ألعب دورا صغيرا وليس رئيسيا لكن المهم هو البراعة في أداء الدور . أي أني من الان فصاعدا علي أن أكون مقنع كممثل مهما كان حجم الدور. بالنسبة لما أضفته أنا لهذا الدور،ى أعتقد الخبرة التي اكتسبتها في النقد السياسي الساخر طيلة هذه السنوات التي عملت فيها في الراديو.
12-لو تحدثنا عن كواليس مسلسل رقوج المسلسل الذي صنع الحدث في رمضان 2024؟ في الواقع مسلسل رقوج بدأ فكرة في ذهن المخرج عبد الحميد بوشناق ، الذي قدم لنا الخطوط العريضة للمسلسل وللشخصيات ، ثم ساهم لاحقاً حمزه بوشناق بوضعه لموسيقى المسلسل ، في جعلنا ندخل فعليا في عالم المسلسل ، في ديكوراته في اجوائه قبل التصوير بكثير . ومن هناك انطلقنا في بلورة الشخصيات، في العمل على الحوار ، في ترتيب الأحداث من خلال ورشهدة الكتابة الجماعية. وضعنا إذا الهيكل العام للعمل،ى المتكون من الأحداث والشخصيات، وفي الواقع خضنا نقاشات كثيرة وكتبنا وقمنا بشطب ما كتبنا ، وعدنا للكتابة من جديد،تقريبا اشتغلنا 24 ساعة على 24 ساعة، اشتغلنا كذلك عن بعد كنا دائما في تواصل مستمر فيما بيننا كفريق عمل، لقد كان عملا جماعيا بامتياز. حتى أننا كنا نفكر في شخصيات بعضنا البعض ، أنا أفكر في شخصية ” الورل” وأقترح أفكارا ، و الورل يفكر في شخصية “الديناري” ويقترح أفكار وهكذا. طبعا بعد ذلك انتقلنا الى مرحلة البحث عن قناة لتبني العمل ، وقد عرض العمل على التلفزة الوطنية ولكنه لم يحظى بالقبول ، ثم بعد ذلك حظي بالقبول في قناة نسمة، التي تحمست للفكرة أرادت خوض المغامرة خاصة أن المسلسل كان مختلفا شكلا ومضمونا وأعتقد أن مسلسل رقوج نجح في فتح الطريق مستقبلاً أمام أعمال أخرى ستشتغل على هذا الجانب الجديد والمختلف عن الجانب الكلاسيكي في الدراما التونسية ، كما أنه أعاد المكانة و الاهمية لعملية الكاستينغ في إختيار الممثلين، من خلال إختيار ممثلي المسرح بنسبة 90% تقريبا من طاقم العمل . وهذا طبعا يساعد المخرج كثيرا لأن التعامل مع ممثل محترف،ة يساعد المخرج ويريحه كثيرا، خاصة أن أغلب الأدوار في المسلسل، كانت أدوارا مركبة، وهذه النوعية من الأدوار ، تحتاج لممثل يمتلك الخبرة. وأعتقد أن الخبرة المسرحية هنا كانت مفيدة جدا، لأنها تفسح المجال للممثل لأن يبرز كل إمكانياته وقدراته ويمكن أن يفاجئ المخرج في أحيانا كثيرة.
13-كنت من المتوجين والحاصلين على عديد الجوائز عن دورك في مسلسل رقوج ، فما هي أهمية الجوائز بالنسبه لك؟ وطفي الواقع مسلسل راقوج تحصل على أغلب الجوائز على غرار ، جائزة أفضل إخراج ، جائزة أفضل عمل، جائزة أفضل موسيقى تصويرية، جائزة أفضل صورة جائزة أفضل سيناريو، جائزة أفضل ملابس، جائزة أفضل صوت. أما على الصعيد الشخصي، فقد تحصلت على جائزة أفضل ممثل عن ديوان اف ام ، و جائزة نجم رمضان عن موزاييك اف ام، و جائزة سفيان الشعري. وبالنسبة لي أعتبر أن الجوائز مهمة من الناحية المعنوية، خاصة الجوائز المسندة من قبل الجمهور مهمة جدا بالنسبة لي لأنها تعبر عن قبول الجمهور وحبه للممثل. كذلك الجوائز التي تسند عن طريق لجان التحكيم في غاية الأهمية ، لأن أغلب هذه اللجان متكونة من أكاديميين ، وبالتالي تؤكد وتعزز استحقاق الممثل. وفي المحصلة، الجوائز تساهم بشكل كبير في تشجيع الممثل ودفعه ، للدخول في تحدي مع نفسه على الدوام .