
وتعطّلت عقولنا بقلم د : خالد السلامي
وتعطّلت عقولنا
بقلم د : خالد السلامي
في أروقة المدارس، داخل الفصول الدراسية الهادئة، يجلس الطلاب في صمت، يحدّقون إلى السبورة، ينقلون ما يُملى عليهم، يحفظون النصوص كما هي، ويعيدون إنتاجها في الاختبارات وكأنها قوانين ثابتة لا تقبل الجدل. بل إن أحد علامات المعلم المسيطر والمتمكن هو المعلم الذي يتميز فصله بالهدوء ويجلسون بلا حركة. المعلم يتحدث، والطلاب يستمعون، وأي محاولة لطرح سؤال خارج السياق قد تُعتبر خروجًا عن النظام أو استهتارًا بالدروس. الصمت في الصف يُعدّ علامة على الانضباط، والتكرار هو وسيلة التعليم الوحيدة، والإبداع؟ مجرد فكرة جميلة تزين شعارات المؤسسات التعليمية، لكنها لا تجد مكانًا في الواقع.
هذا النمط من التعليم لا يُنتج عقولًا مفكرة، بل يُخرّج أجيالًا تجيد التلقّي، لكنها تفتقر إلى القدرة على التحليل والاستنتاج والابتكار. تتخرج دفعات من الطلاب يحملون شهاداتهم، لكنهم لا يحملون أدو...