
الفيلم الفلسطيني “لا أرض أخرى”… شهادة سينمائية تصرخ بالحق في وجه الظلم
سيلينا السعيد-مسقط
في ليلةٍ من ليالي الفن التي يُفترض أن تكون احتفالًا بالجمال، صعدت فلسطين إلى خشبة الأوسكار ليس بألوان الفساتين ولا ببريق المجوهرات، بل بصوت الأرض، بنداء البيوت المهدّمة، وبعيون من هُجِّروا وبقوا هناك، في الذاكرة، في التراب، في صمت الحجر حين ينادي صاحبه.
“لا أرض أخرى”، الفيلم الذي خرج من وجع مسافر، لم يكن مجرد عمل وثائقي، بل كان مرآةً لوجع وطن، صدىً لخُطى المُهَجَّرين، وصرخةً في وجه من يقتلع الجذور ويظن أن الشجرة ستنسى تربتها.
الفيلم الذي صنعه المخرج الفلسطيني باسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، حمل إلى العالم حقيقةً ربما تُخفى خلف عناوين الأخبار: هناك شعبٌ يُنتَزع من أرضه، يُجَرَّد من سمائه، لكنه باقٍ.
عندما نُطق اسم الفيلم على مسرح دولبي، لم يكن الفوز مجرد لحظة انتصار سينمائي، بل كان حضورًا فلسطينيًا يتحدى الإقصاء، يفرض نفسه في أكثر ساحات العالم بريقًا...