
“حين لا يحدث شيء”
"حين لا يحدث شيء"
بقلم د. خالد السلامي
في لحظةٍ لا شيء فيها يحدث، قد يكون كلُّ شيءٍ في الداخل يتحرّك.
ليس الصخب هو ما يصنع الحكاية، ولا الامتلاء الظاهري هو ما يدلّ على الحياة. هناك لحظات، تقف على حافة الزمن، لا تمتلئ بشيءٍ سوى نفسها. لا صوت. لا اندفاع. فقط سكونٌ يتنفّس على مهل، كأنّه ينتظر شيئًا لا يريد أن يأتي بسرعة.
الزمن الحديث لا يعرف الرحمة بالبُطء. كلّ شيء يُقاس، يُضغط، يُختصر. السرعة لم تعد وسيلة… بل أصبحت غاية. الأخبار تتوالى كطلقات، القرارات تُتخذ بلا تردّد، والعلاقات تمرّ كعناوين فرعية لا تمنح نفسها فرصة التمهّل. أصبح الصمت يُربك، والتأخر يُقلق، والبُطء يُفسّر على أنّه خلل. لكن، من قال إن ما لا يتسارع يفقد قيمته؟
البُطء ليس دائمًا تأخّرًا… أحيانًا هو وعيٌ لا يريد أن يُقاطع نفسه. هو عينٌ تأخذ وقتها لتتأمل مشهدًا لم يُكتمل، أو قلبٌ لا يقفز إلى الاستنتاجات. البُطء قد يكون احترا...